- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:تُعتبر التقوى إحدى القيم الأساسية التي حث عليها الإسلام وأكد عليها منذ فجر الدعوة. فهي أساس الفلاح والفلاح الأخروي كما يشير القرآن الكريم: "
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ " [الطلاق:2-3]. تُعرّف التقوى بأنها "التزام طاعة الله واجتناب معصيته". إنها ليست مجرد خوف من العقاب ولكن هي أيضًا رجاء الثواب والرضا الإلهي.
الدلائل القرآنية:
- يؤكد القرآن باستمرار على دور التقوى في حياة المسلمين ويعدهم بمكافآت عظيمة لمن اتبعوا أمر الله وجنبو نواهيه. يقول تعالى: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا"سورة الكهف، الآية 107. تشير هذه الاية إلى الصلة الوثيقة بين العمل الصالح والتقوى حيث يعد المؤمنون المتقيون بالنعيم الأبدي.
- يتضح أيضا أهمية الخشية والخضوع لله عند طلب الأرزاق والمنافع الأخرى. فقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته قائلاً: "اللهم إنّا نسألك خير المسألة وخير الدعاء...". يؤكد الحديث الشريف التالي هذا التأكيد القرآني بقول النبي: "إذا سألتم الله فاسألوه من واسع فضله..."[2]
- يشجع الإسلام بلغة واضحة ومباشرة على خدمة المجتمع والدفاع عنه كجزء مما يعبر عنه بالتقوى. يقول الله سبحانه وتعالى:"
إِنَّمَا الأَعرابُ أَشدُّ كفرًا ومنافقتهم أغلظُ ممن هاجر معكم" [النساء:88]. تدعو هذه الايات المؤمنين للحذر تجاه الأصناف المشكلة وتحث عليهم بإظهار الرحمة والتسامح ولكنه يذكر أيضا بأنه قد يأتي وقت يستوجب فيه الدفاع والإلتفاف حول الجماعة ضد أي تهديد خارجي أو داخلي.
الدلائل النبوية:
استمر الصحابة رضوان الله عليهم وعلى رأسهم أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب وغيرهما من التابعين يمارسون أعمالا تؤكد مدى تقديسهم لهذه التعاليم القرانية والنبوية. فعلى سبيل المثال، عندما تولى ابو بكر خلافة رسول الله كان هدفه الوحيد تطبيق تعاليمه وضمان عدم انحراف الدولة الاسلامية عما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. كذلك تميز عمر رضي الله عنه بشغفه بالقراءة والاستماع للفتاوى والمعرفة الدينية والتي جعلته رجلا متدين ملتزم بتعاليم دينه. لقد حذّرنا سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من مغبة ترك الطاعات واسترسال النفس للمعاصي فقال:(أن تضيع ساعة من غير ذكر الله ذنب كبير).
وفي