- صاحب المنشور: ميار الشرقي
ملخص النقاش:
لقد شهد العالم تطوراً مذهلاً في مجالات التكنولوجيا خلال العقود القليلة الماضية. وقد أدى هذا التحول التقني إلى تحسين كفاءة الإنتاج وتيسير حياة الناس بطرق لم تكن متخيلة سابقاً. إلا أنه مع هذه الفوائد الواضحة، ينبغي علينا تقدير الآثار البيئية والاقتصادية لهذه الثورة والتأكد من أنها تتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي التي تشجع على العدالة والاستدامة.
في ضوء التعاليم القرآنية والسنة النبوية الشريفة، يمكننا تحديد عدة مبادئ توجيهية لإرشاد استخدام التكنولوجيا نحو مسار مستدام:
- التوازن بين الحاضر والمستقبل: يشدد الإسلام على أهمية الاعتناء بالبيئة والحفاظ عليها للأجيال المقبلة. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "ولا تُفسِدُوا فِي الْأرْضَ بعَذَابٍ لَّكُم" [الأعراف: 56]. يشمل ذلك الاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية واستثمارات طويلة المدى لتحقيق الكفاية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.
- استخدام مفيد وملائم: يؤكد النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث مختلفة على ضرورة استخدام الأمور المفيدة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لذلك، يجب أن تكون التطورات التكنولوجية ذات قيمة حقيقية للناس، ولا تضر بالأفراد أو المجتمع أو البيئة بأسرها.
- المشاركة العادلة والمسؤولية الجماعية: يأخذ الإسلام مصطلح "الإسلام جماعة"، حيث تقوم أفراد المجتمع بتقاسم ثمار تقدمهم وتحمل مسؤوليات مشتركة تجاه بعضهم البعض. وهذا يعني توزيع فوائد التكنولوجيا بالتساوي وإتاحة الفرصة لكل فرد للاستمتاع بها حسب قدرته ومؤهلاته الخاصة دون حرمان أحد الآخرين منها. كما يتطلب الأمر خلق بيئات عمل آمنة واحترام حقوق العمال والمعلمين الذين يساهمون في تحقيق هذه الطفرة التقنية.
- مراعاة الضوابط الأخلاقية والدينية: أخيرا وليس آخرا، يركز الإسلام بشدة على المعايير الأخلاقية والدينية عند اتخاذ القرارات المتعلقة بتطور التكنولوجيا وثورتها الصناعات المختلفة. فعلى سبيل المثال، فإن أي اختراع جديد يجب أن يتم الموازنة فيه بين المنافع المحتملة والكشف المحتمل لعورات المسلم أو فساده. وبذلك يحمي المسلمين ويحفظ خصوصيتهم وأمنهم الروحي والنظام الاجتماعي العام داخل مجتمعاتهم المحلية والعالمية أيضا.
إن دمج رؤى الإسلام بشأن التنمية المستدامة ضمن رؤية عالمية أكثر شموليًا هو أمر حيوي اليوم خاصة بسبب تسارع تكنولوجينا الحديثة ولمواصلة جهودنا للحفاظ على الأرض والبشر والبقاء ملتزمين بمبادئ الخير المشترك والخيري المنشود منذ قديم الزمن عبر مختلف الثقافات والفلسفات العالمية الأخرى أيضًا .