- صاحب المنشور: سعدية الصديقي
ملخص النقاش:
تواجه المجتمعات حول العالم تحولات جذرية مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره المتزايد على مختلف جوانب الحياة اليومية. أحد أكثر هذه الجوانب تأثيراً هو سوق العمل، حيث يطرح التكنولوجيا الجديدة العديد من الأسئلة بشأن الوظائف الحالية والمستقبلية للموظفين. هذا المقال سيستعرض تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل بناءً على دراسات متعددة وبيانات حديثة.
التأثير الحالي للذكاء الاصطناعي على سوق العمل:
منذ التسعينيات، شهدت الصناعة التحويلية نموًا ملحوظًا في دمج الروبوتات والآلات التي تعتمد على البرمجة لإنجاز أعمال كانت تُعتبر سابقًا ضمن نطاق وظائف البشر. وفقا لتقرير صدر عام 2019 عن صندوق النقد الدولي، فإن ثلث جميع الوظائف المعرضة للتأثر بتطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن استبدالها بالكامل خلال العقود القادمة.
لا يقتصر الأمر على الوظائف التقليدية فحسب؛ بل يتخطى ذلك إلى مجالات لم يكن يُعتقد أنها ستتأثر بهذا القدر مثل الرعاية الصحية والقانون والإعلام. فعلى سبيل المثال، بدأ استخدام تقنيات التعلم الآلي في تشخيص الأمراض وتحليل البيانات الطبية بشكل أدق وأسرع بكثير مقارنة بالإنسان. بالإضافة إلى ذلك، يتم الآن تطبيق برمجيات ذكية لأتمتة بعض العمليات القانونية البسيطة، مما يؤدي إلى خفض تكلفة الخدمات القانونية والاستجابة لها بسرعة أكبر.
بالرغم من المخاوف المرتبطة بفقدان فرص عمل بشرية بسبب الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار الجانب الآخر لهذه العملية وهو خلق فرص جديدة غير مسبوقة. وفقاً لدراسة نشرتها مؤسسة "ماكينزي"، قد يخلق الذكاء الاصطناعي حوالي 70 مليون فرصة عمل بحلول العام 2030 مقابل فقدان 80 مليون وظيفة أخرى.
الفرص المستقبلية أمام العمال في عصر الذكاء الاصطناعي:
مع دخولنا حقبة تكنولوجية جديدة مدفوعة باحتياجات السوق العالمية المتغيرة باستمرار، سيكون هناك طلب متزايد على مهارات محددة تتناسب مع بيئة العمل الحديثة الداعمة للذكاء الاصطناعي. ومن بين هذه المهارات:
- مهارات التصميم والتطبيق: يشير مصطلح "تصميم التطبيق" هنا إلى قدرة الشخص على تطوير حلول مبتكرة باستخدام الأجهزة والبرامج الذكية.
- التعلم المستمر: يعد تعديل التعليمات وتعزيز القدرات الشخصية أمرًا ضروريًا للحفاظ على تنافسية الفرد داخل سوق عمالة مستقبلاً يأخذ شكل جديد تمامًا.
- القدرة على التعاون مع الذكاء الاصطناعي: إن فهم كيفية استفادة الإنسان من الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج أفضل بصورة مشتركة هي إحدى الكفاءات الرئيسية اللازمة للأجيال القادمة من العاملين
في الختام، بينما يستمر الذكاء الاصطناعي في تغيير وجه سوق العمل بشكل جذري، فإنه يحمل معه أيضا احتمالات تغيير مفاهيم الأعمال التجارية وخلق أوضاع شغل جديدة لم تكن موجودة من قبل. لذلك، يجب التركيز ليس فقط على ض