في الحديث النبوي الشريف، ورد أن أرواح الأطفال المسلمين الذين يموتون تكون تحت رعاية النبي إبراهيم عليه السلام في روضة خضراء في الجنة. وهذا يدل على الرحمة الإلهية والعناية الخاصة بهؤلاء الأطفال الأبرياء الذين فارقوا الحياة قبل بلوغ سن العقلانية.
ومع ذلك، يجب التأكيد على عدم الخوض كثيرًا في تفاصيل كيفية شعور هؤلاء الأطفال أو معرفتهم بما يحدث حولهم، لأن عالم البرزخ هو من عالم الغيب الذي يغلق باب الكشف عنه إلا من خلال النصوص الدينية الثابتة والموثوق بها فقط. ومع ذلك، هناك توافق بين العلماء على أن ارتباطًا معينًا قد يبقى بين الروح وجسدها حتى في حالة وفاتها.
ومن وجهة نظر أخرى، وفقاً للشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فإن أرواح المؤمنين، رغم وجودها ضمن الجنة، يمكن أن تتواصل مؤقتاً مع أجسامها بسبب علاقة خاصة تسمح بها مشيئة الله سبحانه وتعالى. تُظهر هذه الرؤية كيف يمكن للأرواح التواصل أثناء فترة قصيرة -حتى لو لم تكن طويلة-. لذلك، ليس مستبعداً احتمال وجود نوع من الاتصال بين ارواح الاطفال المسلمين واجسامهم الموجودة بالقبورات. ولكن ينبغي أن نتذكر دائماً أن التفاصيل النهائية لهذا العالم الآخر تحتاج إلى الإيمان والثقة بالنصوص المقدسة بدون محاولة فهم كامل لكل جوانبه المعقدة.