نظرت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في مسألة قيام أفراد مجتمع بممارسة الرُّخص الدينية المتعلقة بصلاة الجمعة والجماعة خلال فترة انتشار الأوبئة أو مخاوف تفشيها. وقد توصلوا إلى عدة نقاط مهمة بناءً على دراستهم لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال علماء المسلمين. إليكم ملخص لهذه النقاط:
1.حرمان المؤمن المرضى: وفق حديث رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَورد مَرِيضٌ على مُصِحٍ"، وكذلك قوله: "إذا سمِعتُم طاعونًا بأرضٍ فلا تَدخلُوهَا وإذا وَقعَ بطائفةٍ من الناس فمَنْ كانْ فيها فلا تُنقلُوهَا."، يُعتبر حضور المصاب بالمرض لصلاة الجماعة محرمًا شرعًا لأنه يمكن أن ينشأ منه ضرر للمجتمع.
2.الالتزام بإجراءات الصحة العامة: من ألزمتهم السلطات الصحية بالإجراءات الوقائية مثل الحجر الصحي يجب عليهم الامتثال لها وعدم زيارة أماكن العبادة الجامعة، وذلك لأن ذلك واجب تجاه حفظ النفس وتعزيز سلامتها وصحة الآخرين أيضًا. وهذه الحالة مستندة لحديث الشريد بن سويد الثقفي حيث طُلب من المجذوم الرجوع رغم حصوله على البيعة من الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
3.عدم الإضرار بالنفس أو بمحيط الشخص: إن كان هنالك احتمال للإصابة أو نشر العدوى بسبب مشاركة الفرد في التجمعات الكبيرة، تسمح له الأحكام الشرعية بإعفائه مما يتسبب فيه ضرر ذاتيًا أو لأطراف خارجية أخرى. وهذا منطبق على قاعدة الإسلام القائلة:"لا ضرر ولا ضرار".
وفي جميع الظروف سالفة الذكر، يستحب أداء الظهر بدلاً عن الجمعة كون الأخيرة فرض عين بينما الأولى فرض كفاية.
وتشدد الهيئة كذلك على أهمية اتباع التعليمات الصادرة من الجهة المناطة بها المسؤولية بشأن التدابير الوقائية اللازمة أثناء الأوقات الحرجة كهذه الفترة الزمنية، بالإضافة لتذكير المجتمع بالتوكل والإقبال نحو مولانا جل وعلا عبر الدعاء والاستغفار طلبًا لتحقيق الأمن والأمان وطرد شؤم المكاره.