ما صحّة الحديث حول حمل الرسول ودعائه باسم الحامِل؟ دراسة نقديّة لحكم المحققين الإسلاميين

على الرغم من وروده في كتاب معتبر مثل "معرفة الصحابة"، فإن سند الحديث المتعلق بحملة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لدابته ودعاؤه "اللهم احمل وأنت الحامل

على الرغم من وروده في كتاب معتبر مثل "معرفة الصحابة"، فإن سند الحديث المتعلق بحملة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لدابته ودعاؤه "اللهم احمل وأنت الحامل" ليس بالصِّحّة التي تسمح بإثبات الاسم "الحامل" كمسمى من أسماء الله الحسنى. وقد أجاز المحققون المسلمون لهذا السبب عدم اعتباره جزءاً ثابتاً من قائمة هذه الأسماء.

قد يعود ضعف هذا الإسناد إلى وجود شخص واحد هو عطاء بن السائب، وهو راوي متأثر باختلاطه وضبابيته فيما يتعلّق بجودة روايته حسب مختلف المؤرخين والجراحيين مثل الحافظ ابن حجر وابن أبي حاتم. فعلى حين برّأت بعض الروايات المختلفة عطاءً مما يشوب أحاديثه نتيجة لتلك الفترة المضطربة من حياته، تشير أخرى إلى تأثر أدائه الحيوي والنوعي لهذه الأعمال الأدبية بشكل سلبي للغاية.

وعليه، بناءً على تحليل آراء العلماء الذين درسو هذا الأمر عبر التاريخ الإسلامي المبكر - بما فيها تلك الخاصة بالحافظ والعالم الكبير ابن حجر وغيره ممن سبقه – يبدو أن حكم الجمهور بالإبطال هنا مناسب تماماً، وذلك بالنظر للشكل الإجمالي للإسناد وتاريخ أثاره ومعرفة علماء الدين بذلك الوقت بطرق جمع المعلومات خلال فترات مختلفة برفقة هذا الشيخ القديم الموقّر. ولذلك فلا يمكن اعتبار وصف الذات الأعلى المقدسة بهذا المصطلح ضمن الترتيب التقليدي لمجموعة القواميس الموحدة للألقاب الإلاهية المقدسة. ويتعين علينا الاحتفاظ بهذه المعاملة الدقيقة تجاه التفاصيل الوثيقة والعروض الفريدة للتقاليد الصوفية حتى عندما تنطوي على عبارات وتعريفات ذات أهميتها الشخصية داخل البيئة الخاضعة للمراقبة والتي تعتبرها مؤسساتنا الإسلامية نفسها خارج حدود السلطة الرسمية المتفق عليها عمومًا بالنسبة لمسائل العقيدة والدين. وبالتالي يجب التعاطي البحثي والتنقيبي بعناية شديدة عند مواجهة أي ادعاء جديد حول خصوصيات خفية للحكمة الغيبية، إذ تبقى مصطلحات علم بلاغة الآحاد محتكرة فقط لدى المستويات التعليمية الرفيعة والمخصصة لأصحاب الدركات العالية والأسرار الباطنية وفق فهم المجتهدين المسلمين المتقدمين. لذلك فإن توفر تصريح رسمي رسمياً صادراً عن هيئات موثوق بها وموثرة سيكون ضرورة ملحة لاتخاذ قرار بشأن شرعية الاستخدام المشابه لعباراته الشبيهة وإن كانت تحت مظلة الدعوات الخاصّة. ولا يغفل المرء أيضا مسئوليتنا أمام ديننا الثابت بأن نتجنَّب الوقوع عرضة احتوائها ضمن متن تراثنا الموضوعي الرسمي المطابق لما ترسخ منذ القرون الأولى وما جاء به القرآن والسنة النبوية المطهرة. فالاحترام الأكبر والأفضل يحتم احترام مكانة كلتا الوسيلتين التسليميتين بدلالة قصتها الواضحة والمعترف بها عالميًا وتمثل أعلى أشكال الحفظ والحماية ضد تمسخ مسيرة التصنيف المعرفي والصحيح لفهم عقائد ومبادىء الحق الواضح والثابت كما وردتنا وكما نستقبلها جيلاً تلوا جيلاً بما يقرب نهج رسالة الإسلام الناصعة شامخة مطمئنة قلوب المكلفين إليه رجالا كانوا أم نسوة واستقامة الأمم يد واحدة نحو هدف سام لتحقيق قسط من الراحة النفسانية والإنجاز المعنوي لكل فرد وفرد مسلم بغض النظر عن اختلاف مواقعه الاجتماعية وثقافات حياته اليومية المتحيزة إليها التفاوت نسبياً طبق العقل الإنساني الظاهر والباطن لما يفهمه ويعيه البشر فضلاعن تعمق الشعائر والقواعد المنظمية لإدارة حياة المجتمع بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة لينتج نظام اجتماعي كامل الغرض والإتقان يساهم بإصلاح الدنيا وصلاح الدنيا والمتابعة النهائية لسعادة الأخرة الدائمة حيث يكمن وعدمان الرحمان جل وعلى انه خير مجازٍ ومسدد لمن استقام درب سعيه وطريق هدفه بالسداد والفلاح والرشاد حسبه سبحانه وتعالى ولا ملجأ لنا سواه فهو نعم المولى ونعم النصير.


الفقيه أبو محمد

17997 블로그 게시물

코멘트