- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تساهم الثورة العلمية والتكنولوجية الحديثة بتوجيه تحولات جذرية في جميع مناحي الحياة البشرية؛ ومن ضمنها مجال التعليم الذي يشهد طفرة تكنولوجية هائلة. إن هذا التحول لم يكن خالياً من التأثيرات المتباينة والمختلطة والتي قد تشكل تحديات كبرى أمام النظام التعليمي التقليدي المعروف سابقاً بنظام "الفصول الدراسية". يتطلب الأمر مراجعة دور التكنولوجيا وتأثيرها لاستشراف آفاق أفضل لتعزيز العملية التعلمية وتحسين نتائج الطلاب.
تظهر فوائد استخدام أدوات التكنولوجيا التعليمية بوضعها بين يدي الطالب وسائل تعليمية متنوعة ومتعددة الوسائط كالرسوم المتحركة والفيديو والصوت والشرائح وغيرها الكثير مما يعزز عملية فهم واستيعاب المعلومة لدى الفرد ويخلق بيئة تفاعلية مشوقة للمتعلمين بغض النظر عن مستوى اهتمامهم ومستوى ذكائهم اللغوي الرياضي أو الحركي. علاوة على ذلك فإن توفر تلك الأدوات يدعم فرص الابتكار والابداع لديهم حيث يستطيع كل طالب بناء مساره الخاص للبحث والمعرفة وفقا لتفضيلاته الشخصية ورغبته الذاتية.
ومن جانب آخر، تواجه المدارس التقليدية العديد من الصعوبات الناجمة عن اعتماد نماذج تكنولوجية مبتكرة داخل الصفوف الدراسية. فعلى سبيل المثال، يعد غياب التدريب الكافي للعاملين بالمجال التربوي حول كيفية توجيه طلاب اليوم نحو الاستفادة الأمثل من هذه التقنيات الحديثة سبباً رئيسيا فيما يسمى بفجوة الاتصال بين مدرساتنا وأجيال المستقبل الرقمية. كما تكمن عقبات أخرى مثل ارتفاع تكلفة الحصول على معدات حديثة ذات مستويات عالية وقدرات متقدمة فضلا عن نقص البنية الأساسية الداعمة لهذه الأجهزة وإمكاناتها المعلوماتية الضرورية لدفع عجلة تطوير المنظومات التعليمية عموما.
وعلى الرغم مما ذكر أعلاه إلا أنه يمكننا أيضا استشراف آمال وطموحات واسعة بإحداث ثورة شاملة تغير مجرى حياة مجتمعات بأسرها باتجاه نهضة علمية وثقافية غير مسبوقة عبر دمج تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين بعالمنا الأكاديمي المحلي والدولي مع احترام القيم الثقافية والإنسانية التي تميز حضارتنا الأصيلة. ينبغي لنا اغتنام الفرصة لبناء نظام تعليمي عصري قادر على مواصلة المنافسة العالمية والحفاظ على رفعة وطننا الغالي وشبابه المؤهل لقيادة العالم قادمًا.