1
”بنت الدهر” للمتنبي
حيث يشتكي من الحمى،
سلسلة تغريدات,
وَزَائِرَتي كَأنّ بهَا حَيَاءً * فَلَيسَ تَزُورُ إلاّ في الظّلامِ
بَذَلْتُ لهَا المَطَارِفَ وَالحَشَايَا * فَعَافَتْهَا وَبَاتَتْ في عِظامي
يَضِيقُ الجِلْدُ عَنْ نَفَسي وَعَنها * فَتُوسِعُهُ بِأنْوَاعِ السّقَامِ
2
إِذا ما فارَقَتني غَسَّلَتني * كَأَنّا عاكِفانِ عَلى حَرامِ
كأنّ الصّبْحَ يَطرُدُها فتَجرِي * مَدامِعُهَا بأرْبَعَةٍ سِجَامِ
أُرَاقِبُ وَقْتَهَا مِنْ غَيرِ شَوْقٍ * مُرَاقَبَةَ المَشُوقِ المُسْتَهَامِ
3
وَيَصْدُقُ وَعْدُهَا وَالصّدْقُ شرٌّ * إذا ألْقَاكَ في الكُرَبِ العِظامِ
أبِنْتَ الدّهْرِ عِندي كُلُّ بِنْتٍ * فكَيفَ وَصَلْتِ أنتِ منَ الزّحامِ
جَرَحْتِ مُجَرَّحا لم يَبقَ فيهِ * مَكانٌ للسّيُوفِ وَلا السّهَامِ
4
ألا يا لَيتَ شِعرَ يَدي أتُمْسِي * تَصَرَّفُ في عِنَانٍ أوْ زِمَامِ
وَهَلْ أرْمي هَوَايَ بِرَاقِصَاتٍ * مُحَلاّةِ المَقَاوِدِ باللُّغَامِ
فَرُبَّتمَا شَفَيْتُ غَليلَ صَدْرِي * بسَيرٍ أوْ قَنَاةٍ أوْ حُسَامِ
5
يَقُولُ ليَ الطّبيبُ أكَلْتَ شَيئا * وَداؤكَ في شَرَابِكَ وَالطّعامِ
وَمَا في طِبّهِ أنّي جَوَادٌ * أضَرَّ بجِسْمِهِ طُولُ الجَمَامِ
فإنْ أمرَضْ فما مرِضَ اصْطِباري * وَإنْ أُحْمَمْ فَمَا حُمَّ اعتزَامي