- صاحب المنشور: معالي الجوهري
ملخص النقاش:
في عصر الثورة الصناعية الرابعة، أصبح موضوع المسؤوليات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي محور اهتمام عالمي متزايد. مع تطور التقنيات المتقدمة مثل التعلم الآلي والروبوتات، يواجه المجتمع العديد من التحديات التي تشكل جوهر هذه المسألة المعقدة. تتضمن بعض القضايا الأساسية كيفية ضمان عدم الانحياز والتحييز في قرارات الأنظمة الذكية وكيف يمكن لهذه الأنظمة احترام خصوصية المستخدمين وأمان بياناتهم الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، يناقش هذا الموضوع دور الإنسان مقابل دور الروبوتات في اتخاذ القرارات الحرجة والتي قد تؤثر على حياة البشر مباشرة.
باتت عبارة "الذكاء الاصطناعي" مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمجموعة واسعة ومتنوعة من المجالات؛ من الرعاية الصحية حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تشخيص الأمراض وتحسين علاجاتها، حتى المجال العسكري الذي يسعى لتطبيق تقنيات ذكية لمهام قتالية حساسة.
بالرغم من الفوائد العديدة المحتملة للاقتصاد العالمي والإنسانية جمعاء، ثمة مخاوف بشأن الاستخدام غير المشروع أو غير المنضبط للتكنولوجيا الجديدة. فعلى سبيل المثال، استخدام البرامج الضارة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لإطلاق هجمات سايبرانيّة، أو تطوير أسلحة ذات قدرة ذاتيَّة على صنع القرار مما يعرض سلامة العالم للأخطار.
المعيار الأخلاقي كمرجع رئيسي:
إن تحديد المعايير الأخلاقية المناسبة لتنظيم التطبيقات المختلفة للذكاء الاصطناعي أمر حيوي ولكنه ليس بالأمر الهين أيضًا. يختلف المجتمع الدولي حول ماهية تلك المعايير وما إذا كانت موحدة أم متنوعة حسب الثقافات والدول والمجتمعات المحلية المختلفة.
مع وجود قوانين محددة بالفعل متعلقة بحماية البيانات الخاصة (GDPR) وكذلك الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان الأساسيّة، هناك حاجة ملحة لبناء دستور أخلاقي رقمي قابل للتوثيق والاسترشاد به عند تصميم وإنشاء وتفعيل أي نظام يدعم الذكاء الاصطناعي.
وفي النهاية، فإن حواراً مفتوحاً وشاملاً بين جميع أصحاب المصالح -من علماء الكمبيوتر ومصممي البرمجيات وخبراء القانون والأخلاقيين والمعلمين والمثقف العام- ضروري لاستدامة واستقرار استثمارات المستقبل الواعد لهذا القطاع الحيوي.