- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
كان للإسلام دور بارز ومؤثر في تطور العلوم خلال فترة ازدهاره الذهبي التي امتدت بين القرنين الثامن والحادي عشر الميلادي. لقد اعتمد المسلمون على نهج منهجي دقيق يجمع بين التجريب والاستنباط العقلي لفهم العالم الطبيعي، مما أدى إلى تقدم ملحوظ في مجالات مثل الرياضيات والفلك والطب والكيمياء وعلم الفلك وغيرها الكثير.
في هذا السياق، يمكننا النظر إلى القرآن الكريم كأصل للمعرفة العلمية حيث يشجع البحث والاستقصاء ("فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ"، الحج:32) ويعترف بالعظمة الخارقة للطبيعة ('إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ)، كما ورد في سورة الصافات:6. هذه الآيات تشكل دعوة مفتوحة لاستكشاف الطبيعة وفهم صنع الله. إضافة لذلك، فإن العديد من الأحاديث النبوية تدعم أهمية طلب المعرفة والمعرفة العملية؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "طلب العلم فريضة على كل مسلم". وهذا يدل على أن الثقافة الإسلامية لم تكن ضد العلم بل حثته وتشجعت عليه بشدة.
وقد تبنى علماء المسلمين وسائل علمية مستمدة مباشرة من تجارب اليونان والإغريق القدامى ولكن أيضًا من التقاليد الفارسية والسريانية والمصرية القديمة. كانوا ينشرون أعمالهم بلغتهم الأم -العربية- والتي كانت حينذاك لغة الأدب والثقافة العالمية. وقد ترجموا العديد من الكتب الكلاسيكية إلى العربية وأضافوا إليها فهم جديد وبصورة خاصة عبر تطوير طرق جديدة لدراسة الظواهر الطبيعية واتباع إجراءات دقيقة لتقييم نتائج التجارب وملاحظاتها بصورة موضوعية.
على سبيل المثال، كان أبو الريحان البيروني عالم رياضيات وفلك وصيدلانجي مشهور بمواقفه الحرجة تجاه نظرية الأرض المركزية لنيكولاوس كوبرنيكوس قبل نحو سبعة قرون حتى ظهور عمل جاليليو غاليلي الشهير حول الموضوع نفسه! وكان ابن الهيثم رائدا رائدا في مجال الفيزياء والرياضيات والبصريات، حيث طور نظريات مبتكرة حول الضوء وانكساراته واستعمل الطرق التجريبية لإثبات افتراضاته؛ إحدى كتبه الأكثر شهرة هي كتاب المناظر الذي يعد أساس دراسات الفيزياء الحديثة المتعلقة بالضوء حتى اليوم. بينما اهتم الجبرور بن عدي بفقه الطب والعلاج البديل مبينا علاقة الأعراض بالأسباب البيئية والنفسية مع التركيز الشديد على الوصفات النباتية والطبية المختلفة المستخدمة بكثير حالياً ضمن نظام الرعاية الصحية التقليدية الشرقية.
وعلى الرغم من هذه الإنجازات الكبيرة إلّا أنها توقفت بسبب عدة عوامل منها: تغلغل أفكار ثقافية غريبة أثرت سلبيًا لدى بعض المفكرين الذين استخدموها ذريعة لإبطال جهود سابقيهما تحت شعار "التوقف عند حدود المعجز" وهو اتهام غير صحيح بتاتا إذ ليس هناك أي تعارض بين الدين والعلم بحسب نصوص المصدر الأول لكلا الجانبين حسب فهم أهل السنة والجماعة المراجع للتراث الاسلامي الأصيل المبني اساساً علي فهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “إن الله خلق آدم طوله ستون ذراعاً” متفق عليه ، فكيف يصح القبول بذلك ثم إنكار حقائق أخرى مؤكد وجودها ببرهانات خاض