- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُشدد تعاليم الإسلام على أهمية الحفاظ على البيئة والحثّ على استخدام مواردها بشكل مسؤول. هذا الأمر يتضح جليًا من خلال العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على ضرورة العناية بالطبيعة واحترام خلق الله. يقول الله تعالى في سورة الأعراف: "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا" (الأعراف: 33). كما حذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من إيذاء الكائنات الأخرى وأوصى بالحفاظ عليها، حيث روي عنه أنه قال: "إنَّما الدَّنيا مزرعة الآخرة".
يعكس الإسلام توازنا فريدا بين تحقيق التنمية الاقتصادية والسعي نحو الاستدامة البيئية. يشجع الدين المسلم عموما على العمل والإنتاج ولكن ضمن حدود معينة تحفظ حقوق الأجيال القادمة وتضمن بقاء النظام الإيكولوجي متوازن ومستقر. ويعتبر نهج الحكم الرشيد للموارد جزءا أساسيا من هذه الفلسفة الأخلاقية والدينية.
وتظهر دلائل تاريخية عديدة كيف ركز المسلمون القدامى على إدارة مستدامة للمياه، زراعة الأشجار، وإعادة تدوير النفايات وغيرها الكثير مما يمكن اعتباره أمثلة مبكرة للتكنولوجيا الخضراء المستندة إلى رؤية بيئية مسلمة. وقد أدخل هؤلاء المفكرون نهجا شموليا يجمع بين العلم والعقيدة الإسلامية لخدمة المجتمع والشعوب كافة.
وفي الوقت الحالي أيضا، يستمر العالم الإسلامي في تطوير حلول مبتكرة لمكافحة تغير المناخ وضمان استمرار توفر المياه نظيفة للجميع. ومن الأمثلة البارزة على ذلك المشروعات البحثية المتعلقة بتنقية مياه الصرف الصحي باستخدام تقنية نانو الحيوية والتكنولوجيا الحديثة لتحسين كفاءة استخدام الطاقة الشمسية والمياه ذات الجودة المنخفضة لإنتاج محاصيل غذائية زراعية وبستانية عالية التقنية.
كما تشجع مؤسسات مثل منظمة المؤتمر الإسلامي الدول الأعضاء لديها على تبني سياسات موجهة نحو الاستدامة البيئية وصياغة قوانين ولوائح وطنية لحماية البيئة وتعزيز ثقافة التعايش السلمي مع الطبيعة. علاوة على ذلك، فإن مختلف المؤسسات التعليمية داخل البلدان الإسلامية تعمل بنشاط لتوعية الطلاب بأهمية الانسان تجاه المحيط الذي يعيش فيه وكيف يساهم فهم دينهم بتعميق ارتباطهم بعناصر الحياة الرئيسية حولهم كالماء والأرض وما ينمو منها وكل شيء موجود فوق الأرض وتحته.
بالتالي، يؤكد الإسلام قيمة المسؤولية الشخصية والجماعية للحفاظ على البيئة واستخدام مواردها بحكمة وعدالة لأجل خير الإنسانية جمعاء الآن وفي المستقبل كذلك بناء مجتمعات أكثر قوة وصلابة وتمكيناً للعيش بكرامة وفق بركات أرض الواحد القهار وخالق كل ماهو جميل ومتنوع ومتجدد بلا انقطاع بإذن الحق جل وعلى وعز وجل ذو الجلال والإكرام سبحانه وتعالى عما يشركون!