• صاحب المنشور: سند الدين الغنوشي
  
  ملخص النقاش:
  بدأت الأجيال الحديثة ترتبط بالذكاء الاصطناعي بطرق لم تتخيَّلها أي جيل سابق. أصبح هذا المجال الواعد جزءاً حيوياً من حياتنا اليومية، ويأتي دوره الآن على رأس قائمة الابتكار والتحسين في قطاع التربية والتعليم. أدى جائحة كوفيد-19 إلى تسريع التحول الرقمي في مجال التعليم مما جعل استخدام الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى.

تتمثل إحدى الفوائد الرئيسية للذكاء الاصطناعي في تخصيص التعلم عبر تقديم تجارب تعليمية مستهدفة لكل طالب بناءً على نقاط قوته وضعفه الفرديين. يمكن لبرمجيات الذكاء الاصطناعي تحليل بيانات الطلاب مثل معدلات تقدمهم والأدائهم السابق لتحديد مجالات ضعف معينة تحتاج إلى اهتمام أكبر. ومن خلال هذه المعلومات، يستطيع المعلمون توجيه الدعم والدروس الشخصية التي تلبي الاحتياجات الخاصة لأطفالهم. وهذا النهج الشخصي يحسن الشمولية ويتيح الفرصة أمام كل فرد للمشاركة والتطور وفقا لإمكاناته الذاتية.

بالإضافة لذلك، تُظهر تقنيات تعلم الآلة القدرة على المساعدة في تحديد وتقييم مهارات القراءة لدى الأطفال الصغار الذين قد يعانون من مشاكل مبكرة في الكفاءة اللغوية. عند توظيفها بشكل صحيح، تستطيع البرامج المحسنة بواسطة الذكاء الاصطناعي مراقبة مستوى فهم الطفل وتحليله أثناء تقدمه عبر مواد مختلفة للحروف والكلمات والجمل. بإمكانها أيضًا اقتراح نشاطات مكتسبة ذاتيًا تساعد الطالب على تطوير حصيلة مفرده ومستوى فهمانه تدريجيًا.

فيما يخص المدارس الحكومية والموارد المالية المتاحة لها بكثافة أقل نسبيا مقارنة بالمؤسسات الخاصة الأكبر حجماً وتمويلًا، يعد دمج الذكاء الاصطناعي حلولا فعالة للتغلب علي نقص الاستثمار الحالي وبالتالي ضبط الامكانيات البشرية والبانية داخل تلك الجهات الخدمية العامة نحو مرحلة اكثر نجاحا وانتظاما للأعمال التعليمية بها خصوصا اذا تم تطبيق نظم متوافقة معه ضمن النظام العام الجديد الذي يتجه العالم لدخوله وهو نظام الاقتصاد المعرفي والذي يسعى لبناء مجتمع معرفي قائم علي الفكر والمعرفة واستخدام تكنولوجيا متقدمة لتحقيق ذلك .

وأخيرا ولكن ليس آخرا، ينبغي علينا الاعتراف بأن تحديات كبيرة تواجه طريق تبني التقنيات الجديدة لهذه الغاية فقد تكون هناك مخاوف بشأن سلامتها وأثرها الضار المحتمل خاصة فيما يتعلق بحماية البيانات وقدرات الاختراق الإلكتروني وغيرهما ، إلا إنه يجب النظر أيضا إلي الجانب الإيجابي لهذا الخيار حيث أنه سوف يساعد بلا شك بتقديم فرص غير مسبوقة لكثير ممن حرموا حقهم الطبيعي بالحصول علي فرصة مميزة للعيش حياة أفضل وذلك بسبب الظروف الاجتماعية المختلفة والتي تؤثر بالسلب عليهم وعلى امكانية الوصول الي مراحل دراسية عليا تحقق طموحاتهم المستقبلية المشروعة . إن الطريق نحو تحقيق عالم خالي من الأم