• صاحب المنشور: طه الدين الموريتاني
  
  ملخص النقاش:
  

  يواجه العالم تحدياً كبيراً نتيجة لتغير المناخ الذي يؤثر بشدة على قطاع الزراعة العالمي. حيث تظهر البيانات العلمية زيادة درجات الحرارة العالمية، وتغيرات نمط هطول الأمطار، ومستويات البحر المتزايدة باستمرار، كلها عوامل تؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمن الغذائي والاقتصاد الزراعي. يعتبر هذا التأثير واسع الانتشار، إذ أنه يصيب جميع مناطق الكوكب تقريباً.

تشمل الآثار الرئيسية لتغير المناخ على الزراعة انخفاض غلة المحاصيل بسبب الجفاف الشديد أو الفيضانات القوية، إضافة إلى ظهور أمراض جديدة وأوبئة تأخذ شكل مختلف مع ارتفاع درجات الحرارة. كما يتسبب التغير في فترات البرد والحرارة اللازمة لزراعة بعض الأصناف، مما يؤثر على دورة زراعية كاملة ويؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة للمزارعين والمجتمعات الريفية.

تأثيرات محددة حسب المنطقة

• في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تعتبر الزراعة المصدر الرئيسي للدخل لكثير من السكان. هنا، قد تتأثر الأراضي الصالحة للزراعة بانخفاض كميات المياه وفقدان خصوبة التربة جراء الجفاف المتكرر.

• أما في آسيا الشرقية وجنوب شرقها، فقد تعاني القطاعات الزراعية مثل تلك التي تنتج الأرز والقمح والأرز اللزج - والتي توفر الغذاء لحوالي نصف سكان العالم - من تغيرات غير متوقعة في أنماط الطقس والتغيّرات البيئية الأخرى المرتبطة بتغير المناخ.

بالإضافة لذلك، فإن أحد أهم جوانب المشكلة هو نقص المرونة لدى النظام الزراعي الحالي أمام هذه التحولات المفاجئة. وهنا يأتي دور البحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة لتحسين الأصناف النباتية بوسائل مقاومة أفضل للحرارة والجفاف والآفات الجديدة.

الحلول المقترحة لمكافحة آثار تغير المناخ على الزراعة

1. تطوير الأصناف النباتية: يمكن للعلم الحديث أن يلعب دوراً محورياً في تصميم أصناف نباتية أكثر مرونة ومتانة ضد ظروف الطقس القاسية الناجمة عن تغير المناخ. وذلك عبر استخدام الهندسة الوراثية واستراتيجيات أخرى مثبت نجاحُها علميًا وصناعيا.
2. إدارة المياه بكفاءة أكبر: تشجع العديد من الدول الآن على اعتماد وسائل مبتكرة لإدارة مياه الري وضمان الوصول إليها بصورة مستدامة بأقل قدر ممكن من الخسارة خلال عملية نقلها وانتقالها داخل شبكات الري المختلفة. ويمكن تحقيق ذلك باستخدام تكنولوجيات حديثة مثل نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس".
3. التعاون الدولي: يعد تبادل المعلومات والمعرفة بين البلدان أمرًا ضروريًا للتغلب على تحديات تغير المناخ فيما يتعلق بالزراعة. ومن خلال العمل المشترك وبناء شراكات فعالة ضمن المنظمات الدولية، تستطيع المجتمعات ضمان استدامتها الغذائية وتعزيز جهودها الرامية نحو مجتمع خالٍ من الفقر والجوع.