- صاحب المنشور: عبد الفتاح المزابي
ملخص النقاش:يشكل التعليم ركيزة أساسية ومهمة في بناء وتشكيل هوية أي مجتمع أو دولة. فهو ليس مجرد نقل للمعرفة والمهارات فحسب، بل يعمل أيضاً كأداة قوية لتطوير الوعي الثقافي والتاريخي والشخصي لدى الأفراد. في العديد من البلدان حول العالم، غالبًا ما يتم استخدام المناهج الدراسية لتنمية شعور الفخر الوطني والولاء للدولة والمواطنين لها. يمكن لهذه التربية الوطنية أن تؤثر بشكل كبير على كيفية إدراك الناس لهويتهم وللحياة العامة التي يعيشونها.
تُظهر العديد من الدراسات والأبحاث كيف يؤدي نظام تعليم فعال إلى تحفيز الولاء للمجتمع وتعزيز المهارات القيادية بين الشباب. ولكن هذا يعتمد بشدة على المضمون والإطار الذي يتم فيه تقديم هذه الدروس. إذا كانت اللغة المستخدمة هي لغة العاطفة والحماس تجاه الوطن وتراثه، فإن ذلك سيترك أثراً عميقاً في المتلقين، سواء كانوا طلابا أم معلمين.
التحديات
رغم أهمية دور التعليم في ترسيخ الهوية الوطنية, هناك تحديات تواجه عملية تطوير مثل هذا النظام التعليمي. أحد أكبر التحديات يكمن في الاتزان بين تعزيز الروح الوطنية وبين تقبل الآخر واحترامه. بعض الأنظمة قد تبالغ في التركيز على جانب واحد على حساب آخر مما يهدد بتغذية العنصرية أو التعصب ضد الأقليات. إضافة لذلك، فإن تكيف المناهج الدراسية مع متطلبات المجتمع المتغيرة يتطلب مراقبة مستمرة وإعادة النظر في المحتوى كل فترة زمنية مناسبة.
كما ان توفر الموارد الكافية للتكنولوجيا الحديثة هي أيضا عامل مهم. حيث يستطيع التعليم الرقمي أن يساهم بصورة كبيرة في توسيع نطاق الوصول إلى مواد التعليم الجيدة وتحسين جودة العملية نفسها عبر العالم الرقمي الواسع. ولكن لهذا الشرط يبقى ضرورة حاسمة وهي إنشاء بنى تحتية رقمية فعالة وقادرة على دعم مستوى عالٍ من التدريب والمعرفة التقنية الجديدة.
بشكل عام، يعد التعليم قوة هائلة يمكن توجيهها نحو البناء أو التحطيم حسب طرائق الاستخدام. ومن هنا تأتي مسؤولية واضعي السياسات وأصحاب القرار بإعطاء الأولوية لقيمة التربية الوطنية باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من برنامج الدولة التعليمي الشامل.