- صاحب المنشور: الفاسي المقراني
ملخص النقاش:يتصدر موضوع تأثير تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) المشهد الحديث مع توقعات كبيرة حول مستقبلها وتأثيرها المحتمل على سوق العمل العالمي. بينما يسلط البعض الضوء على الفوائد العديدة التي يمكن أن تجلبها هذه التقنية مثل زيادة الكفاءة والإنتاجية وتحسين العمليات المعقدة، يشعر آخرون بالقلق بشأن الأثر السلبي الذي قد يحدثه على مستوى البطالة العالمية وانخفاض الطلب على بعض المهارات البشرية. هذا التحليل سوف يستعرض كيفية تطور استخدام AI عبر مختلف القطاعات والتوقعات حول تأثيرات هذه التغييرات الدراماتيكية.
بالنظر إلى تاريخ الثورة الصناعية والتقنيات الحديثة الأخرى، فإن الحاجة للتكيف والتغيير هي ثابت ثابت. لقد شهدت العصور السابقة انتقالًا واسعًا للقوى العاملة من الزراعة والصناعة اليدوية نحو الخدمات والمجالات المتخصصة أكثر بسبب ظهور آلات جديدة. وفي الوقت الحالي، تتجه العديد من الشركات حاليًا نحو توظيف الأدوات والخوارزميات القائمة على التعلم الآلي لتعزيز إنتاجيتها واستهداف فرص السوق الجديدة. لكن هل يعني ذلك نهاية مهنة الإنسان؟
الفوائد والتهديدات
يمكن أن تكون تكنولوجيا AI مفيدة جدًا لأسباب متعددة؛ فهي تساعد الشركات والكليات والحكومات وغيرها بتبسيط عملية اتخاذ القرارات وتعزيز قدرتها على تقديم خدمات مخصّصة ومحسّنة للمستخدمين. كما أنها تسهم أيضًا في تحويل صناعات كاملة - كالرعاية الصحية والتمويل والأعمال التجارية القانونية – وذلك بإضافة عمق جديد للمعارف والاستراتيجيات الموجودة يومياً.
مع ذلك، يعبر الكثير من الخبراء الاقتصاديين عن مخاوفهم regarding potential job losses resulting from automation powered by machine learning technologies. وبينما يتوقع البعض فقدان ملايين المواقع الوظيفية التقليدية كمحاسبين أو سكرتيرات أو حتى موظفي خدمة العملاء الذين يقوم بهم الآن بوتات دردشة تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي، يؤكد آخرون أنه بالإضافة للأدوار الغير قابلة للآلية والتي تحتاج إلى حكم بشري وإبداع وأفكار مبتكرة لتكون فعاله، ستظهر وظائف جديدة ولم يتم تصورها بعد نتيجة لانطلاق قوة الابتكار المدفوعة بالذكاء الاصطناعي نفسه.
التحضير لمستقبل عمل مدفوع بالذكاء الاصطناعي
تشير الدراسات إلى ضرورة التركيز حاليا ليس فقط على تعليم الأطفال والشباب ولكن أيضا إعادة تدريب قوى العمل الحالي لتحقيق أفضل استعداد لفترة القرن الواحد والعشرين المقبلة حيث سيكون دور الذكاء الاصطناعي محوري فيها. وهذا الأمر لن يتعلق فقط بإعطائهم دورات مجانية عبر الإنترنت بل إنشاء برنامج شامل ومتعدد الجوانب يسعى لبناء معرفة متعمقة بأحدث الأدوات الرقمية ومعالجة البيانات والتصميم البصري وفهم أساسيات البرمجيات الأساسية، مما سيؤهل الأفراد لدخول المجالات الناشئة المرتبطة بالتكنولوجيا مثل "data scientist" و"UX designer".
وفي ختام المطاف، وعلى الرغم من وجود تحديات هائلة أمام المجتمع الدولي فيما يتعلق بكيفية إدارة انتشار الذكاء الاصطناعي بطريقة تضمن عدم الإضرار بالحياة الاجتماعية والاقتصادية للإنسان، إلا أنه من المؤكد أن تلك الخطوة التاريخية نحو عالم رقمي تعتمد أكثر فأكثر على الذكاء الاصطناعي ستفرز نتائج غير مسبوقة سواء كانت ايجابية أم سلبية بحسب رأيه الشخصي لكل فرد.