حوار الأجيال: تحديات الفجوة الرقمية بين الشباب والآباء

يعكس العالم الحديث سرعة متزايدة للتغيير التكنولوجي الذي يتحدى فهم وتكييف أجيال مختلفة مع هذه التحولات. واحدة من أهم الثغرات التي ظهرت هي "الفجوة الرقم

  • صاحب المنشور: العلوي بن قاسم

    ملخص النقاش:
    يعكس العالم الحديث سرعة متزايدة للتغيير التكنولوجي الذي يتحدى فهم وتكييف أجيال مختلفة مع هذه التحولات. واحدة من أهم الثغرات التي ظهرت هي "الفجوة الرقمية"، خاصة عندما نتحدث عن العلاقة بين الشباب وأولياء أمورهم الذين ربما نشأوا في حقبة قبل انتشار الإنترنت والإبداعات التقنية الحديثة. هذا الحوار سيستعرض تلك الفجوات والتحديات المرتبطة بها وكيف يمكن تقليلها وتعزيز التواصل المحترم والفعال داخل الأسرة المعاصرة.

**التغيرات التكنولوجية وكيف أثرت على بناء العلاقات الأسرية**

شهد القرن الواحد والعشرين تطوراً هائلاً في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فقد أصبح الوصول إلى البيانات والمعرفة فوريًا ومريحًا عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب الشخصية وغيرها الكثير؛ حيث أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للشباب، مما خلق له عالماً افتراضياً جديداً يختلف كلياً عما يعرفه آبائهم وجدودهم. وعلى الرغم من مزايا هذه الوسائل الجديدة مثل تسهيل الاتصال العالمي والدعم النفسي والمشاركة الثقافية إلا أنها قد تكون سبباً رئيسياً لتفاقم الفجوة بين الأجيال.

يتعامل جيل الأطفال الحالي بطريقة طبيعية مع وسائل الإعلام المرئية والصوتية الرقمية بينما يجاهد الآباء لفهم استخداماته واستخدامه للاستفادة منه أو حتى محاولة مراقبتِه وضمان عدم استخدامه بسوء. غالبًا ما يشعر الطرفان بأنهما لا يفاهمان بعضهما البعض بسبب الاختلاف الكبير حول كيفية التعامل مع هذه الأدوات المتطورة حديثًا والتي لم يكن لها وجود سابقًا أثناء مراحل البناء المعرفية لدى الجيل الأكبر سنّاً.

**تقنيات جديدة... ثقافات جديدة؟**

إن التفاعل المعتمد بكثافة باستخدام المنصات الإلكترونية يخلق بيئة اجتماعية رقمية فريدة تتطلب مهارات تواصلية وعقلية مختلفة تمامًا عمّا اعتاد عليه الأهل خلال طفولتهم وشبابهم. إن قدرة الطفل الأصغر سنَّا على التنقل السريع عبر مواقع التواصل المختلفة والاستخدام الدائم للألعاب الثلاثية الأبعاد والفيديوهات التعليمية والأنيميشن العلمي تُظهر مدى السرعة التي يتمكن بها أفراد المجتمع الناشيء حاليا من تبني طرق حياة مستقبلية جديدة.

ومن جانب آخر نجد صعوبات كبيرة تواجه آباء هؤلاء الأطفال عند محاولتهم اللحاق بركب أبنائهم واحتجاز اهتمامهم ومن ثم تقديم المشورة والنصح لهم بشأن تحركاتهم واتجاهاتهم المستحدثة عبر الشبكة العنكبوتية العالمية. وهذا ينطبق أيضًا على الجانب التربوي حيث تحتاج عملية التدريس نفسها الآن لديهما لأنظمة تعليمية مؤتمتة تعتمد بدرجة أكبر على البرمجيات والبرامج التعليمية التفاعلية مقارنة بالأساليب التقليدية كالكتب الدراسية والشرح المكتوب وغير ذلك كثير.

**تأثير سلبي محتمل للفجوة الرقمية داخل المنزل**

إذا لم تتم معالجتها بشكل فعال، فإن الفجوة الرقمية الداخلية للمنازل قد تؤدي إلى عدة آثار ضارة منها:

1- ضعف التواصل الشخصي المباشر وفقدان القيم الاجتماعية القديمة.

2- زيادة احتمالات تعرض الصغار لصيدلة الكترونيه غير مرغوب فيه نظراً لعدم معرفة الوالدين بكيفية عمل أدوات الاطفال الرقمية وبالتالي عدم القدرة على مراقبتها بشكل صحيح وتحذير الأولاد منها.

3- الشعور بالعزلة داخل الأسرة الواحدة نتيجة افتتان كل طرف بعالم مختلف قائم بذاته ولا يستطيع الآخر مشاركتُه إدراكُه كاملا فضلا عن الانخراط به بنفس الشغف والشكل المثالي


رنا الفهري

11 بلاگ پوسٹس

تبصرے