استشهاد المسلم أثناء جائحة كورونا: بحث شرعي ودراسة للحالات المختلفة

في ظل انتشار وباء كورونا المستجد الذي اجتاح العالم، ناقشنا هنا الإطار الشرعي للتحديات الصحية التي يواجهها المسلمين خلال هذه الفترة الحرجة. وفقاً للأحا

في ظل انتشار وباء كورونا المستجد الذي اجتاح العالم، ناقشنا هنا الإطار الشرعي للتحديات الصحية التي يواجهها المسلمين خلال هذه الفترة الحرجة. وفقاً للأحاديث النبوية الشريفة، هناك حالات عدة يمكن اعتبار المتوفى منها شهيداً.

الأمر الأول يتعلق بأولئك الذين يتوفون نتيجة أمراض تصيب الرئة مثل السرطان أو السل. يشمل ذلك أيضًا مرض كوفيد-19 حيث قد يؤثر بشكل كبير على وظائف الرئة. استناداً إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم "السِّلِّ شهادة"، يُرجح بأن الموت بسبب الأمراض التي تضر بالرئة يكون للشخص شهادته. وهذا الفهم مدعم بحوار بين الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والصحابي عقبة بن عامر رضي الله عنه كما هو مسجل في أحاديث متعددة.

أما بالنسبة للمرضى الذين يفقدون حياتهم بسبب مشاكل في الأعضاء الأخرى غير المرتبطة مباشرة بالأمراض التنفسية، فقد ذكرت كتب السنة العديد من التفسيرات لما يعنيه مصطلح "المَبطُون". هذا المصطلح يستخدم عادة للإشارة لأولئك الذين يغادرون الحياة بسبب مشاكل داخلية في الجسم، سواء كانت مرتبطة بالإسهال الحاد (داء البطن) أو التورم والاستسقاء في البطن. بالإضافة لذلك، يشمل تعبير "المبوط" أي شخص يموت من أمراض متعلقة بالبطن بغض النظر عن نوعه. بناءً على هذا التعريف الواسع، يعتبر بعض العلماء أن الأفراد الذين يمتحنون نتيجة أمراض مثل التليف الكبدي أو حتى التهاب الزائدة الدودية - وهي جزء من الجهاز الهضمي - قد يحصلون على مرتبة الشهيد حسب فهم الإسلام لهذه الحالة.

ومن ثم، عندما نتحدث عن حالة وفاة شخص بسبب فيروس كورونا، خاصة عندما تستهدف العدوى عضوًا حيويًا كالرئة، فإن احتمالية اعتباره "شهيدا" أمر محتمل ويستحق الدراسة والتأمّل بما جاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة. نسأل الله عز وجل الرحمة لكل من فقد حياته خلال هذه المحنة ونطلب منه أن يقينا شر هذا الوباء ويحمينا بهدايته.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات