- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
التحول نحو التعلم الإلكتروني أو "التعليم الرقمي" يعتبر ثورة هائلة في مجال التربية والتعليم. هذا التحول ليس جديداً على الدول المتقدمة ولكن مع ذلك, يشهد العالم العربي الآن توسعا كبيراً فيه. رغم الفوائد العديدة التي توفرها هذه الطريقة مثل الوصول إلى موارد تعليمية أكثر شمولاً ومناسبة لكل مستويات الاهتمام، فإن هناك عدداً من التحديات والمعوقات التي تواجه هذا النظام الجديد.
أحد أكبر العقبات هو عدم المساواة بين مناطق مختلفة في المنطقة العربية فيما يتعلق باحتياجات البنية التحتية للإنترنت. العديد من المناطق الريفية والمجتمعات المحرومة قد لا تملك الوصول الكافي أو غير متصل بالشبكة بسرعة عالية بما يكفي لدعم التدريس عبر الإنترنت بكفاءة. وبالتالي، قد يؤدي هذا إلى خلق فجوة رقمية حيث يتم حرمان بعض الطلاب من فرص الحصول على التعليم الجيد بسبب مكان ميلادهم.
بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه المدارس والكليات صعوبات كبيرة عند محاولة الانتقال تمامًا إلى بيئة تعلم رقمي كاملة دون وجود خطط تدريبية مناسبة للمدرسين والإداريين حول كيفية استخدام الأدوات التقنية الجديدة بفعالية وكيفية دمجها بسلاسة ضمن منهج دراستهم الحالي. كما أن بعض المعلمين ربما لم يكن لديهم الخبرة الكافية باستخدام الأنظمة التعليمية الحاسوبية مما يمكن أن يعيق عملية انتقال ناجحة.
وعلى جانب آخر، تجد الجامعات الحكومية والثانوية العامة نفسها أمام قضية مهمّة وهي القدرة المالية اللازمة لشراء وتحديث حزم البرمجيات والبرامج الضرورية للتكيف مع البيئة التعليمية الحديثة والتي غالبًا ما تكون مكلفة للغاية بالنسبة لهم مقارنة بميزانيتهم السنوية. بالإضافة لذلك، تحتاج المؤسسات أيضًا لتوفير شبكات معلومات قوية وآمنة لضمان سلامة البيانات والأمن السيبراني خلال العمليات العملية اليومية داخل الحرم الجامعي وخارجه أيضاً.
وفي نفس الوقت، يجب النظر بعين الاعتبار لأثر التأثيرات الاجتماعية والنفسية المحتملة لهذه الثورة الرقمية. فعلى سبيل المثال، قد تشعر مجموعات سكانية بأكملها بأنها أقل قدرة اجتماعية وعاطفية نتيجة للعزلة الناجمة عن الاعتماد الكبير على الوسائل الإلكترونية للإشراف والحصول على المعلومات والاستمتاع بها بصورة تفوق التواصل الشخصي وجها لوجه الذي كان سابقاً متداولا بكثافة لدى المجتمع العربي تقليدياً. ومع ذلك، عندما تتاح الفرصة لدمج الجانب الاجتماعي والعاطفي بطرق مبتكرة -مثل المنصات المشتركة للأعمال الجماعية والدردشة الآمنة- يمكن تقليل حدوث تلك المضايقات المستقبلية المرتبطة بالتفاعلات الانفرادية الأساسية وغير الإنتاجية أثناء جلسات الدراسة المكثفة.
ومن الجدير بالذكر أيضا مسألة استدامة نماذج الأعمال التجارية القائمة حاليًا والتي تعتمد اعتمادا كليّا علي شكل تنظيمات القطاع الخاص وما تقدمه من خدمات تعليم افتراضيه مدفوعة رسوماً مقابل الدخول إليها للاستفاده منها مباشرة عوضاًعن طريق تقديم محتوى مجاني مفتوحة المصدر متاحة الجميع بدون اى تكاليف اضافيه! وهذا الأمر يحتم ضروره وضع سياسات واضحه بشأن حقوق الملكية الذكية وحماية المصالح الخاصة والمصالح العامه الدول عربيه الواسعه نسبياً جغرافياً وثقافياً ولغوياً ومتنوعة اقتصادياً واجتماعياً ومن ثم تأمين حياة كريمة أفضل للأجيال الشابة المقبلة بغض النظر عمّا إذا كانوا يستطيعون تحمل عبء الإنفاق الشهري لهذه الخدمات ام لا.! أخيرا وليس آخرا يأتي دور الدولة بكل وحداتها وهياكل مؤسساتيتها المختلفة لتحقيق هدف تطوير جيل قادر على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين بثقة واحترام الذات بإعتباره أحد أهم ركائز تحقيق تقدم مجتمعي شامل وشامل كذلك!!