- صاحب المنشور: وهبي الريفي
ملخص النقاش:
تُعَدُّ القضايا المتعلقة بالهوية الثقافية الرقمية الحديثة موضوعًا معقدًا ومثيرًا للجدل. حيث يجتمع عالم المعلومات والتقنية المتطور بسرعة مع التنوع الثقافي والتقاليد الإنسانية العميقة لإنتاج سيناريو غريب ومليء بالتناقضات. هذا الموضوع يشمل مجموعة واسعة من الأمور، مثل تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية على الأفراد والجماعات، استخدام الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على التراث الثقافي أو إعادة إنشائه، والأثر المحتمل لـ"العولمة الرقمية" على هويتنا المحلية الفريدة.
في عصر الإنترنت، يمكن الوصول إلى أي ثقافة تقريبًا في لحظات قليلة. بينما يعتبر البعض ذلك مصدرًا ثريًا للاكتشاف والمعرفة، يرى آخرون أنه قد يؤدي إلى الاندماج الثقافي الضار الذي يتجاهل الأصالة ويضيع القيم التقليدية. كيف نضمن الاحترام الكامل للهويات الثقافية وسط موجة المد العام نحو التحضر العالمي؟ وكيف يستطيع المجتمع الدولي التعايش وتبني هذه التكنولوجيات الجديدة بطريقة تحافظ على خصوصيتها الثقافية؟
الهوية الثقافية ليست مجرد تاريخ وأساطير؛ إنها جزء حيوي من وجودنا اليومي. تتكون من عاداتنا الغذائية، دينا، تقاليد الزفاف لدينا، حتى الطريقة التي نتفاعل بها اجتماعيًا. ومن المهم الاعتراف بأن كل مجتمع يمتلك قيمة فريدة خاصة به وهذا لا ينطبق فقط على الجماهير ولكن أيضا للأفراد الذين يعيشون خارج بيئتهم الأصلية.
أحد أكبر المخاوف بشأن تطوير تكنولوجيا رقمية جديدة يكمن فيما إذا كانت ستعمل لصالح تعزيز الهويات الثقافية أم أنها سوف تلحق ضررًا بها. فعلى سبيل المثال، يعد الاستخدام المنتشر لمنصة "TikTok"، وهو تطبيق شائع للشباب، مثالا حيا لكيفية امتزاج الثقافات المختلفة عبر العالم وإعادة تشكيلها بطرق لم يكن متوقعا سابقا. فبينما توفر هذه المنصة فرصاً عظيمة للتعبير الإبداعي وبناء العلاقات العالمية، فهي أيضًا تساهم في عملية اختزال الأنماط والسلوكيات التقليدية لتلائم نموذج واحد بقياس مناسب لكل شيء - وهي ظاهرة معروفة باسم "التجانس".
وفي الوقت نفسه، بدأ بعض الخبراء في دراسة طرق لاستخدام أدوات ذكاء اصطناعية لغرض حفظ واسترجاع المحتوى التاريخي والثقافي. وذلك باستخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحليل الصور والمقاطع الصوتية المكتوبة بلغات مختلفة بهدف استخراج المعاني الدقيقة والقوية خلف تلك الأعمال الفنية القديمة والحرف اليدوية وغيرها مما قد يفقد بمرور الزمن بسبب عوامل طبيعية كالأخطار البيئية والنوايا البشرية مثل الأعادة الترميمية غير المناسبة والتي تغير المفهوم الأصلي للمحتوى المادي.
إن مواجهة هذه المشاكل تتطلب فهماً عميقاً ومتعدد الأوجه لقضية الهوية الثقافية داخل عالم رقمي مستمر النمو. لذلك فإن بناء شبكة دعم مشترك بين جميع القطاعات الحكومية والخاصة والجمعيات الخيرية والإعلاميين أمر هام للغاية للتوصل لاتفاق حول أفضل السياسات العملية للحماية والحفظ والتمكين المستدامين لهويتنا وثرواتنا الفكرية الغنية والتي هي أساس لأجيال قادمة قادرة على الصمود أمام تحديات القرن الواحد والعشرين الآن وصاعدا بحكمة وعقلانية وفهم شامل لهذه الظاهرة المعاصرة التي فرضتها الثورة التقنية الحديثة بكل مجالات حياتنا اليوميه واحتياجاتنا الأساسية وكذلك مكانتها الرمزية لدى الشعوب حول العالم بلا استثناء! #الثقافةوالرقمنة #هويةdigitale #CulturalIdentity