في ظل الانتشار الواسع للعبودية عبر التاريخ، برزت شريعة الإسلام كمصدر ديني وأخلاقي يؤكد على كرامة الإنسان وحقه في الحرية. وقد تناول القرآن والسنة أحكام
- صاحب المنشور: ملاك الموساوي
ملخص النقاش:
في ظل الانتشار الواسع للعبودية عبر التاريخ، برزت شريعة الإسلام كمصدر ديني وأخلاقي يؤكد على كرامة الإنسان وحقه في الحرية. وقد تناول القرآن والسنة أحكاماً واضحة فيما يتعلق بتحرير الرق وتنظيم حقوق الأسرى والعبيد. هذا المقال يستعرض تلك الأحكام ويتناول كيفية تأسيسها للإنسانية والكرامة البشرية.
الآيات القرآنية الداعمة لحرية العبد:
يذكر القرآن الكريم عدة آيات تدعو إلى احترام كرامة الإنسان وتحريمه لاستعباده لأخيه الإنسان. ومن هذه الآيات قوله تعالى:start> يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌend>(الحجرات:13). كما تؤكّد الآية التالية على ضرورة مكافأة العباد بالمعروف عوض العمل الذي يقوم به صاحب الولاية عليهم:start> وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا* وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ`end>(النحل:24-26). ويظهر أيضا حرص الله عز وجل على عدم تكالب المسلمين على قتل بعضهم البعض حيث يقول:start> يا أيها الذين آمنوا لا يستهزئ قومٌ ببعض آخرٍ منهم هزءٌ؛ فقد تكون لهم طرائق الخير التي قد تغيب عن غيرهم.end> (الحجرات: 11) مما يوحي بحرمان الاستهزاء والتفرقة بين الناس حتى وإن اختلفت مراكزهم الاجتماعية أو وضعهم الاقتصادي والمادي وقت نزول التشريع الإسلامي الأول. ولكن بعد ظهور الصداقات الصافية والعلاقات الانسانية المتينة والتي تستوجب تقدير واحترام جميع الأفراد بغض النظرعن حالتهم المالية كالذي جاء حاثاً نحو مساعدة الفقراء بإطعام الطعام للمحتاجين والأيتام. لم يكن هناك مجال للسخرية والاستضحاك عند دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لهؤلاء القوم للتحلي بالأدب الجميل أثناء حديث الرسالة الإلهية حيث قال:"إن المؤمنين يتحابون ويثبتون". كذلك ورد ذكر أمر نبينا محمد بأن "المسلم أخو المسلم"، محذراً من التعامل مع الآخرين بسوء أو ظلم وذلك عندما حذرنا قائلاً:'لا تغتابوا ولا تباغضوا'. لذا فهو يدفع باتجاه تقوية الروابط بين افراد المجتمع الاسلامي وعدم ترك المجال لإظهار الفرق الطبقية والشأن الاجتماعي للأفراد داخل مجتماعتنا ، بل وبالتالي زيادة ارتباطهم بروابط الأخوة الإنسانية المشتركة . إضافة لذلك فإن تعليم الكتاب المقدس يشجع