الدين والعلوم: تفاعل وتكامل أم تعارض؟

أثار علاقة الدين بالعلم نقاشا حادا عبر التاريخ حيث يرى البعض تضاربا بينهما بينما يؤكد آخرون على تكاملهما. هذا المقال يستكشف هذه المسألة المعقدة محاولا

  • صاحب المنشور: عياش بن زيدان

    ملخص النقاش:
    أثار علاقة الدين بالعلم نقاشا حادا عبر التاريخ حيث يرى البعض تضاربا بينهما بينما يؤكد آخرون على تكاملهما. هذا المقال يستكشف هذه المسألة المعقدة محاولا توضيح كيفية رؤية الإسلام للعلوم والتكنولوجيا وكيف يمكن للدين العلمي أن يتغاضى عن العلوم الحديثة.

في الإسلام، تشجيع التعلم والمعرفة هو موضوع بارز ومتكرر في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة. يقول الله تعالى "start>اقرأ باسم ربك الذي خلق"end> (start>العلق:1end>), مؤكدا على أهمية القراءة والتعلم منذ البداية. كما يحث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على طلب العلم حتى وإن كان لدى الفرد معرفة بسيطة بالفعل قائلا "طلب العلم فريضة على كل مسلم".[1]

تساهم العديد من الاكتشافات المبكرة التي قام بها علماء المسلمين في تاريخ العصور الوسطى بإظهار التفاعل الوثيق بين الدين والعلم داخل المجتمع الاسلامي. خلال تلك الفترة الزمنية الذهبية للإسلام, تم إجراء تقدم ملحوظ في الرياضيات والكيمياء والفلك والطب وغيرها الكثير وذلك نتيجة لدعم وتشجيع الخلفاء والحكام آنذاك للعلم والباحثين.[2]

مع ذلك, هناك بعض الأدلة التاريخية التي تدور حول الصراع المحتمل بين الدين والعقلانية العلمية خاصة فيما يتعلق بقضايا مثل نظرية الانفجار الكبير وعلاقة الإنسان بالتطور البيولوجي.[3] يعود جزء كبير من هذا الجدل إلى سوء الفهم المتبادل وعدم الموازنة الكافية للمحتوى الديني عند دراسة الأفكار العلمية الجديدة. بالإضافة لذلك, قد يسعى الأشخاص ذوو المصالح الخاصة لإظهار خطورة المفاهيم العصرية لتبرير موقفهم السياسي أو العقائدي الخاص بهم مما يؤثر بالسلب على الصورة الموضوعية لهذه العلاقات.

من المهم ملاحظة أنه ليس كل مسلمين سيوافقون بلا استثناء مع وجهات النظر التقليدية بشأن علم الفلك الحديث أو علم الأحياء التطوري ولكن ينبغي أيضا عدم تجاهل التأثير الثقافي والديني المرتبط بهذه الحركات الغربية التي تعمل ضد فهم شامل مترابط بين الإيمان والإبداع البشري المستمر.[4]

إن مفتاح حل أي تنافر محتمل يكمن أساساً في احترام واضح لكل منهما كجزء مهم للحقيقة الأعمق الموجودة خلف ظواهر العالم الطبيعي وآليات عمل خلاقه الإلهي حسب معتقدات أعضاء المجتمع المختلفين ثقافياً. وبالتالي فإن ديناميكية التواصل بين المنظورات الروحية/الفلسفية والمعارف العلمية العملية تصبح أكثر تقدماً عندما تتم برعاية جو رحمة واحترام مشترك. [5]

(مصادر)

1 - صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن باب الأمر بالقراءة باسم الرب الذي خلق، رقم الحديث ٣٦٠١؛ وصحيح مسلم، كتاب القدر، باب بيان تحريم كتابة القرآن وبيان شرط الكتاب بحضرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

2 – إدوارد بريدنابيرج "تاريخ فشل أوروبا" ترجمة الدكتور علي سامي النشار دار الطلائع بيروت لبنان عام ١٩٧٤ صفحة ٢٤٥ وما بعدها وهو فصل بعنوان :القرآن والسيف والنجاح .

3 – إن ناشيونال جيوغرافيك مارس / أبريل ١٩٨٨ مقابلة مع عالم الفيزياء الأمريكي كارل ساغان بعنوان هل يوجد شيء اسمه خالق ؟ لمجلة علوم الأرض وعلم الفلك ومراقبة السماء صادر مجلد واحد منها سنة ١٩٩٢ موقع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تحت قسم الموسوعة العربية الإلكترونية ولكن بدون رابط مباشر لهذا الملف تحديدا .

4– مقالة لصحيفة النهار اللبنانية بتاريخ ٢١ فبراير عام ٢٠١٣ بعنوان "العلم والايمان وجهان لعملة واحدة"، كتبت بواسطة الاستاذ الجامعي


ابتهاج بن تاشفين

6 مدونة المشاركات

التعليقات