- صاحب المنشور: سلمى المسعودي
ملخص النقاش:
أثبتت التكنولوجيا المتقدمة التي تدعمها الذكاء الاصطناعي أنها أدوات قوية يمكنها تحسين الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات. ومع ذلك، يواجه تطوير هذه التقنيات ومشاركتها العديد من القضايا الأخلاقية المعقدة التي تتطلب اعتبارًا دقيقًا ومتكررًا للحفاظ على توازن بين الابتكار والمسؤولية الاجتماعية لضمان عدم تضرر حقوق الإنسان وكرامته. تشمل بعض المواضيع الرئيسية لهذا الجدل ما يلي:
- الخصوصية والأمن: مع تقدم تقنية التعلم الآلي وأجهزة الاستشعار، تزداد كمية البيانات الشخصية المُجمعة وتستخدم بطرق قد تهدد خصوصيتنا وأمان معلوماتنا الخاصة. ويجب وضع سياسات صارمة لحماية بيانات الأفراد وضمان استخدامها لأغراض مشروعة فقط.
- التوجه والتمييز: يتعرض الأشخاص المختلفون حول العالم لمخاطر متزايدة بسبب التحيزات الضمنية الموجودة ضمن خوارزميات ذكاء اصطناعي مبنية بناءً على مجموعات بيانات متحيزة تمثل اختلافات عرقية وجنسانية واجتماعية وغيرها من عوامل اجتماعية واقتصادية. وهذه الحالة تعزز الوضع الذي يُعرف باسم "الإقصاء الرقمي" حيث يتم حرمان فئات معينة من الفرص والخدمات الأساسية بسبب قرارات اتخذتها آلات غير قادرة على فهم سياقات هذه الفئة أو منطلقاتها البشرية.
- العمل والتوظيف: يؤدي تبني الروبوتات والتقدم المحرز في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى فقدان الكثيرين لوظائفهم، مما يؤثر بشدة على الاقتصاد العالمي والإنسان ككل. ويتعين النظر مليّاً في هذا الموضوع لتوفير شبكات دعم للمتأثرين بهؤلاء بهدف إعادة تأهيل مهاراتهم وطاقتهم للاندماج مجددًا بسوق العمل عبر الوسائل الصحيحة والمعقلنة.
- الثبات القانوني والقضاء العادل: ينبغي بلورة قوانين محكمة توضح حدود مسؤوليات الشركات الناشئة والصناعات المرتبطة بتلك التقنيات فيما يتعلق بالأخطاء والفوائد المحتملة لهذه المنتجات الحديثة، وذلك حتى تتمكن المجتمعات المستقبلية من تحقيق قدر أكبر من العدالة والاستقرار المؤسساتى بعيدًا عن اللجوء لصنع القرارات المشبوهة المبنية بشكل كامل على قوة البرمجيات والخوارزميات بدون وجود رقابة بشرية فعالة تقوم بمراقبة الامور وتحري سوء الإستخدام المحتمل لها مستقبلاً!
وفي حين يشجع البعض على مواصلة عملية البحث العلمي وتطبيق حلول مبتكرة باستخدام ذكائنا المصطنع؛ فإن آخرين يدعون إلى ضرورة التأكد من توافق مسيرة تلك العملية بما يحفظ سلامتنا كأفراد وبما يكفل لنا بيئة عاملة صحية وآمنة ومنصفة تجاه الجميع بلا استثناءات ولا ظلامات ذات طابع سلبي جارف بحق أي جانب منهُم جميعاً!. إن الأمر يستحق نقاشٌ عميق وإجتهاد شامل لإيجاد الحل الأمثل الذي يعالج كل الأبعاد المعاصرة للتساؤل بشأن دورهُم ووجوداهم فى عصر المعلومات الجديد هذا -ليكون بذلك حقّا للإنسان ولكل مخلوقات الله تعالى ان تستمتع بخيراته وفوائده الكبيرة أيضا !