في الإسلام، موضوع التعامل مع الأمراض المعدية مثل الجذام يتم نقاشه ضمن نهج متكامل يعترف بالأسباب الطبيعية بينما يؤكد أيضًا قوة التوكل والثقة في تدبير الله. وفقاً لما ورد في الأحاديث النبوية، فقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتجنب المجذوم "كما تفر من الأسد". ومع ذلك، هناك أيضاً أحاديث تثبت قيام الرسول الكريم بتقديم الطعام إلى مجذوم، مما يشير إلى قبول المخاطرة تحت ظروف معينة.
هذا الجمع بين الأحاديث يمكن فهمه بناءً على درجة توكل الفرد وثبات إيمانه. الشخص الذي يتمتع بثقة عميقة في قدرة الله وقدرته على الوقاية من الضرر لن يجد مشكلة في التواصل مع المريض. أما الأشخاص الذين هم أقل اطمئناناً بشأن آليات الدفاع الخاصة بهم قد يفكرون بشكل أفضل في اتخاذ خطوات احترازية لحمايتهم.
وفي الواقع، فإن هذه المواقف ليست دعوة للتوقف عن البحث الطبي المعتاد - فهي تتعلق بكيفية مواجهة الخوف والتحديات بطرق تؤكد الاعتماد الكلي على الله ولكنها أيضاً تحافظ على الصحة والعافية الدنيوية. لذلك عندما يتعلق الأمر بالمعايير الصحية العامة، فالاحتياط واجب حتى بالنسبة لأولئك الذين لديهم مستوى عالٍ من التوكل.
بشكل عام، يشجعنا القرآن والسنة على عدم اعتبار الأمور خارج نطاق القدر والأحداث التي تحدث حسب نظام محكم ومقدر مسبقا فقط لأن هذا النظام يحمل أيضا فرص لتطبيقات حكم البشر واتخاذ قرارات مستنيرة مستخدمين العقول والموارد المتاحة لهم لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة.