- صاحب المنشور: اعتدال البوخاري
ملخص النقاش:
في عصر يتسم بالتطور التكنولوجي المتسارع والتغيرات الاجتماعية المستمرة، يبرز الحاجة الملحة لإعادة النظر في بنية وأهداف التعليم العالي. هذا النظام الذي تأسّس على أسس تقليدية بدأ يفقد قدرته على الاستجابة للمتطلبات الحديثة لسوق العمل والنمو الشخصي. إن التحولات التي تشهدها المجتمعات المعاصرة تستوجب منهجًا تعليميًا أكثر انفتاحًا وتفاعلًا وجدوى. سوف نستكشف هنا كيف يمكننا تحقيق هذه الرؤية من خلال التركيز على خمس ركائز رئيسية هي الشمولية والإبداع والأفكار الابتكارية وتعزيز المهارات العملية والتعاون الدولي.
أولاً، يتعين علينا توسيع نطاق الوصول إلى التعليم الجامعي ليشمل فئات اجتماعية أكبر وبشكل خاص تلك المحرومة تاريخياً مثل السكان الريفيين والمستضعفين اقتصاديا والفئات الثقافية المختلفة. هذا يشمل تطوير سياسات مبتكرة للتسجيل وخفض تكاليف الرسوم الدراسية وإنشاء فرص للتمويل الدراسي القائم على الاحتياجات عوضا عن القدرات المالية للأسر. كذلك ينبغي دعم الطلاب بأبحاث بحثية موجهة لتلبية احتياجات مجتمعهم المحلي مما يعزز ارتباطهم ويمكّنهم من تقديم حلول عملية لمشاكل واقعية تواجه مناطقهم.
ثانيًا، يُعتبر الإبداع جانب حيوي آخر يستحق التشديد عليه. غالبًا ما تُضحي المؤسسات الأكاديمية بالجانب التجريبي لصالح المناهج المفاهيمية التقليدية. إلا أنه بالإمكان دمج الفعاليات الإبداعية ضمن البرامج الأكاديمية بطرق متنوعة كإطلاق فعاليات معرض الفنون والثقافات الكبرى ومبادرات الرواية القصيرة وغيرها. علاوة على ذلك، توفر المنصات الإلكترونية فرصة مثالية لتحفيز روح المبادرة لدى الشباب حيث تسمح لهم بالمشاركة بأنشطة جماعية عبر الإنترنت تعمل كمحفز للإنتاج الذاتي والإرشاد الذاتي.
ثالثًا، يعد الأفكار الجديدة والحلول الابداعية أمر حاسم لتحقيق تقدم فعَّال في مختلف المجالات العلمية والمعرفية. لذلك يتوجب تحفيز بيئة تساهم بإيجابية بتغذية المخيلة البشرية خارج حدود الأقسام التقليدية داخل حرم الجامعات. وهذا يعني تبني طرق جديدة للعرض والتقديم تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي والاستفادة منها ضمن عمليات التدريس والنشر العلمي بشكل عام. بالإضافة إلى تنظيم ندوات مفتوحة تجمع بين طلاب وطالبات الجامعة وأعضاء هيئاتها التدريسية للاستماع لأراء وآراء الآخرين بغرض طرح أفكار غير تقليدية قد تؤدي لإكتشاف نظريات أو معارف جديدة.
رابعًا، تأتي أهمية تطوير مهارات قابلة للتطبيق عمليا ومواكبة لما يحدث بسوق الأعمال العالمية حالياً. ولذلك بات من الضروري دمجهما أثناء مرحلة دراسة المواد الأساسية ذات الصلة وذلك عبر وضع خطط متكاملة تتضمن دورات تدريب ميدانيا وشراكات تعاونيه مع القطاعات الخاصة والجهات الحكومية ذات الصله بهدف خلق