في القرآن الكريم، أكدت الآيات التي تتحدث عن خلق السماوات والأرض في ستة أيام، على دور الله كمبدع أول للأزمان والمكان. هذه المقاطع تؤكد أيضًا على حقيقة أن الله ليس محدوداً بالوقت كالبشر. عندما يقول القرآن "خلق في ستة أيام"، فإن هذا الإطار الزمني لا يشير إلى وجود فترة زمنية كانت قبل بدء الخلق. فالقرآن نفسه يعلن أن الله هو الأول الذي ليس قبله شيء.
المدة الزمنية الذكر في القصص القرآنية هي فقط للإشارة إلى عملية الخلق وليس أنها حدثت ضمن فترة توقيت سابق لكائن متغير أو محدود. إن تحديد المدة هنا يأتي من منظور الإنسان حيث نختبر العالم عبر الوقت. ولكن بالنسبة للإله القدير، الذي يخضع كافة الأمور لقوانينه الخاصة، فلا توجد حدود لحركاته أو أفعاله. لذا، القول بأن هناك مرور للزمان على الله عند الحديث عن الخلق غير صحيح ولا يدحض عقيدة الأزلية.
أما موضوع الحمل الثقيل للعالم الأخروي -العرش- فهو أمر تعليمي ديني، بعيد تمام البعد عن قوانين الفيزياء الأرضية مثل الجاذبية. إن اختيار الله لوجود حمّالين للعالم الأخروي يعكس سلطته وسيادته الكاملة فوق جميع الأشياء، سواء كانت مادية أو مجردة. لو كان العرش بحاجة للحماية ضد قوة الجاذبية حسب الفهم الإنساني للقواعد الطبيعية، لما احتاج إلى هؤلاء الحمّالين الذين خصهم به، بل سيجعلها قائمة بصورة مستقلة ومحافظة ذاتياً. ومع ذلك، نحن نؤمن إيماناً عميقاً بأن تصرفات الله وحدوده خارجة عن المنظورات البشرية المتعارف عليها.
يمكن تطبيق نفس المنطق على مواقف أخرى مثل نزوله إلى السماء الدنيا أثناء الثلث الأخير من الليل، وهذا لا يعني أن هناك نوعاً من الحدوث داخل الحدوث بالنسبة لله سبحانه وتعالى. إنه المعطي والقادر المطلق والذي يعمل وفق مخططه الخاص دون أي قيود زمنية أو جغرافية معروفة لدينا.
وأخيراً، يجب التنبيه حول أهمية الحصول على المعلومات الدينية والثقافة الروحية الصحيحة من خلال مراجع موثوق بها وتجنب الوقوع فريسة للشكوك المستحدثة والتي قد تعتمد خطأً على التفكير التجزيئي لبناء حجج غير منطقية وغير مستندة لأصول الدين الإسلامي الصحيح المبني على كتاب وسنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.