أحد أهم مهام البنوك المركزيه هو مساندة الإقتصاد من خلال ضبط سعر فوائد البنوك التجاريه والسيوله
وتلك هي عمليه فنيه صعبه وخطيرة، ذات توازن دقيق جدا، مثل جرعه الدواء، لو بالغت فيها تتحول إلى سموم أو إلى إدمان
لأن تخفيض الفوائد يشجع الإستهلاك وخفض مصاريف التوسعات للشركات
يتبع ?
تخفيض الفوائد يدفع كل من لديه نقد لسحبه من البنك واستثماره
وذلك يمكن تفسيره ببساطة شديدة:-
الناس متي وجدت الأسعار ترتفع كل إسبوع، تقفز هي الأخرى لشراء أي شيء قد تحتاجه في المستقبل، أو تستثمر في العقار والأسهم التي ترتفع كل يوم، لتشكل فقاعة سعريه
يدرك الجميع "تدريجياً" إن قيمه مدخراتهم تتأكل، يحاولون حمايتها بأي طريقة، ولكن بعضهم لا يدرك ذلك ألا مؤخراً، قرب نهايه الحفله وأنفجار الفقاعة
طبعاً الإنفاق المضاعف يشجع نمو الإقتصاد مع إرتفاع الطلب على البضائع، تعمل المصانع بشكل محموم لتلبيه الطلب المفاجئ، تخلق وظائف كثيرة اضافيه
يرتفع الطلب على البناء والعقار، وتحلق الأسهم مع إرتفع أرباح الشركات
ذلك كله جميل جداً، لماذا لا نستمر في هذا الدواء المخدر الجميل وننسى الأم الإقتصاد إلى الأبد !
لأنه مثل أي دواء له أثار جانبيه، وهي التضخم، وهو للأسف مثل المارد، إذ أفلت من القمقم، يصعب اعادته ?
وهنا تأتي البراعة والحنكة في ضبط إيقاع الإقتصاد، الذي إذا تسارع نموه فجأه، قد يسقط لاحقاً على أنفه مع دخوله في مرحله التضخم وأنفجار الفقاعه، وما يعرف بأسم الكساد التضخمي Stagflation
لذلك يتدخل المركزي في "الوقت المناسب" لفرمله نمو الإقتصاد، من خلال التشديد الكمي ورفع الفوئد