- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
لقد شهدت المملكة العربية السعودية تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة فيما يتعلق بمشاركة المرأة في القوى العاملة والمساهمة في التنمية الاقتصادية. هذه التحولات ليست مجرد خطوة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين وإنما هي استراتيجية حيوية لتلبية متطلبات سوق العمل المتغيرة واستغلال المهارات العديدة التي تتمتع بها النساء السعوديات.
في الماضي، كانت مشاركة المرأة في القطاع الخاص محدودة بسبب الاعتبارات الثقافية والدينية والأدوار التقليدية للمرأة داخل الأسرة والمجتمع. ولكن، مع تزايد الوعي بأهمية تمكين المرأة اقتصادياً، بدأنا نشهد تغيرات دراماتيكية. منذ عام 2017، وبعد صدور نظام "العمل عن بعد" الذي يسمح للنساء بالعمل خارج المنزل تحت ظروف معينة، ارتفعت نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة إلى أكثر من 33٪ بحلول نهاية عام 2020 حسب بيانات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة.
تلعب التعليم دوراً أساسياً في تعزيز دور المرأة في الاقتصاد السعودي. تشير الاحصائيات الى ان عدد الطالبات الجامعيات يفوق عددهم الذكور بكثير وهذا يعكس مدى حرص المجتمع على تثقيف بنات وانفاق المال عليهم مما يؤدي مباشرة لزيادة مستوى مهاراتهن وقدراتهن العملية عند دخول مجال سوق العمل مستقبلاً. بالإضافة لذلك فان العديد من شركات القطاع الخاص تقدم الآن برامج تدريبية خاصة مصممة خصيصاً لتطوير كفاءات سيداتها العاملات وتوفير بيئة عمل مناسبة لها.
أحد الأمثلة البارزة لهذا النهج الجديد هو تغيير قانون العمل الذي صدر مؤخراً والذي يضمن لحقوق الأمومة للأمهات العاملات ويسمح لهن بتمديد فترة اجازاتهن لغاية عشرة أشهر بإجمالي عشر أيام مدفوعة الأجر لكل شهر قبل ولادتهم وخلالها وبعدها أيضاً. هذا يشجع بقوة المزيد من السيدات على الانضمام للقوى العمالية بدون الخوف بشأن ترك وظائف فهناك دعم كامل لديهن خلال تلك الفترة الحرجة.
بالإضافة لما سبق ذكره سابقاً فإن الدولة تساهم بشكل كبير عبر برامج متنوعة مثل مشروع "ساعدني لأساعد"، حيث يتم توجيه خريجي المدارس الثانوية أو الكليات الذين لم يحصلوا بعد علي فرصة عمل مناسب لبدء مشاريعه الخاصة الصغيرة وذلك بهدف رفع معدلات التشغيل لدي الشباب والشابات أيضا. أيضا يوجد لدى بنوك وشركات رأس مال المخاطر برنامج خاص يدعم ريادة الأعمال النسائية وتمويل أفكار المشروعات الناشئة والتي تشرف عليها نساء سعوديات ذات خبرة عالية في مجال ادارة الاعمال والاستثمار.
إن الدور الفعال للمرأة ليس فقط محدودا بفوائد اقتصادية بل هناك تأثير اجتماعي وثقافي أكبر منها تؤثر بلدها وأهلها المحليين حول العالم العربي الإسلامي عموماً. إنها نهضة جديدة للمستقبل تستحق كل الاحترام والتقدير لما تقوم به حاليا وما ستؤول إليه مستقبلا إن شاء الله تعالى!