- صاحب المنشور: فضيلة بن شماس
ملخص النقاش:في عصرنا الرقمي الحالي، أصبح استخدام الأجهزة الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال. بينما تقدم التقنية العديد من الفرص التعليمية المثيرة مثل الوصول إلى مكتبات رقمية غنية بالمعلومات وتطبيقات تعليمية تفاعلية، فإنها قد تؤدي أيضًا إلى تشتيت انتباه الطفل بعيداً عن الاستيعاب الفعلي للمعارف وإلى عادات غير صحية مرتبطة بممارسة الوقت أمام الشاشات لفترات طويلة. إن العثور على توازن مناسب لتوجيه الأطفال نحو استغلال فوائد التكنولوجيا مع حمايتهم من مخاطرها يعتبر تحديًا ملحوظًا للأمهات والأباء والمعلمين.
من الواضح أن التعلم الذي يتم عبر الوسائط الرقمية يمكن أن يعزز المهارات الإبداعية والثقافة العامة لدى الطلاب؛ إلا أنها يجب ألّا تكون البديل الوحيد عن وسائل التعلم الأخرى كالقراءة المطبوعة والتواصل الاجتماعي وجهًا لوجه والشغل اليدوي وغيرها مما يساعد على تطوير مهارات القراءة والفهم والإبداع والحوار المجتمعي. فقد أثبتت الدراسات الحديثة ارتباط الوقت الكبير المنفق أمام شاشة الهاتف الذكي عند الأطفال بانخفاض مستويات الذاكرة العاملة ومستوى التركيز لديهم بالإضافة لاحتمالية تأثر قدرتهم الاجتماعية والسلوكية بالسلب.
إرشادات لاستخدام آمن للتكنولوجيا
لتعزيز بيئة تعلم متوازنة ومتنوعة للأطفال، إليك بعض الاقتراحات العملية:
وضع حدود واضحة لساعات الاعتماد على التكنولوجيا وضمان وجود وقت للمشاركة في الأنشطة الخارجية والممارسات الترفيهية الجسدية.
تشجيع الأطفال على اختيار المحتوى بنفسهم ضمن نطاق يسمح به الآباء أو المعلمون حيث يشعرون بالإنجاز الشخصي ويتطور اهتماماتهم الخاصة.
التطبيق المشترك لمبادئ إدارة الوقت أثناء جلسات استخدام الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة حيث يتم تنظيم فترات الراحة المتكررة واستراحة العين لمساعدة الدماغ على إعادة التشغيل.
وفي نهاية اليوم، يبقى هدفنا النهائي هو ضمان الحصول على خبرات متنوعة وغنية تعزز نمو أجيال المستقبل بطريقة متكاملة تشمل الجانب الروحي والعاطفي والجسماني وتوفير أساس قوي للاستعداد للحياة في القرن الحادي والعشرين.