الناسور، وهو قناة غير طبيعية تربط بين القناة الشرجية والأنسجة الخارجية حولها، يمكن أن يحدث بسبب مجموعة من الأسباب بما في ذلك العدوى الجرثومية، الأمراض الباطنية، أو حتى العيوب الخلقية. هذه الحالة غالباً ما تتسبب في الألم أثناء الحركة أو عند الضغط داخل الجسم، بالإضافة إلى ظهور دم أثناء التبرّز وقد يرافق ذلك إفرازات كريهة الرائحة.
تبدأ العملية عادة بتشخيص دقيق يقوم به الطبيب بناءً على التاريخ المرضي للمريض وفحص جسدي مباشر. قد يستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة السينية لتوثيق وجود الناسور وتحديد موقعه بدقة. بعد التشخيص، هناك عدة طرق للعلاج حسب نوع وحجم الناسور:
- العلاج المحافظ: هذا يشمل الاستخدام المكثف للأدوية المضادة للعدوى ومراقبة الوضع عن كثب. إذا كان الناسور صغيرًا ولم يتم فتحه بشكل مستمر، فقد تختفي الأعراض بمفردها مع الوقت.
- العلاج الجراحي: بالنسبة للحالات الأكثر تعقيداً، الغالبية العظمى من حالات الناسور تحتاج إلى التدخل الجراحي. إزالة الناسور بالكامل تشمل قطع الخطوط التي يصنعها الناسور، تنظيف المنطقة المتضررة جيدا ثم خياطة الطبقات الجلدية مرة أخرى.
- عملية Seton People's Worm: تعتمد هذه التقنية الحديثة على وضع خيط قابل للتحلل ضمن الشعب الالتهابية المرتبطة بالقناة الدائرية للشعب لتساعد على تخفيف الضغط عليها ومنع إعادة تكون الناسور لاحقا.
بعد العلاج، من المهم جداً اتباع نظام غذائي مناسب يحتوي الكثير من المياه والأطعمة الغنية بالألياف لمنع الإمساك الذي قد يعجل بالإصابة مجدداً. كما ينصح بالحفاظ على نظافة المنطقة المصابة واستخدام أدوات خاصة للتطهير ومعالجة الآثار الجانبية المؤقتة مثل النزيف والجروح المفتوحة بعد العمليات الجراحية مباشرة.
تذكر دائماً أنه رغم كون بعض أنواع الناسور قابلة للتأخر دون علاج إلا أنها قد تؤدي تدريجياً إلى مضاعفات خطيرة لو تركت بدون علاج متابعة طبية دقيقة ومتخصصة تعد هي الحل الأنسب لأي حالة ناسورية.