- صاحب المنشور: إدريس النجاري
ملخص النقاش:في عصر التكنولوجيا المتقدم الذي نعيش فيه اليوم، يقف الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية تشكل مستقبل سوق العمل. هذا القطاع الذي كان يُعتبر يوماً مجالا حكراً لمجالات معينة مثل الهندسة والعلوم الحاسوبية يتوسع الآن ليأثر تقريبا جميع الصناعات. قد يبدو الأمر مخيفا للبعض الذين يشعرون بأن الروبوتات ستلغي وظائف البشر، ولكن الواقع أكثر تعقيدا بكثير.
إن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تهديد محتمل لسوق العمل؛ بل هو أيضا فرصة لإعادة تعريف دور الإنسان في مكان العمل. ستحل الآلات المعقدة والمبرمجين بنظام ذكاء اصطناعي محل الوظائف التي تتطلب روتيناً ثابتاً وقياسياً، مما يسمح للعامل البشري بالتركيز على الأعمال الإبداعية والتفاعلية والتي يصعب أو يستحيل القيام بها بدون العاطفة والإدراك الإنساني.
التأثيرات المحتملة
تُشير الدراسات إلى أنه بحلول عام ٢٠٣٠، سيؤدي انتشار الذكاء الاصطناعي إلى تغيير نحو ١٤٪ من الوظائف حول العالم. هذه ليست خسارة كاملة لوظائف، إنما إعادة توزيع للمهام حيث يمكن للأجهزة التعامل مع الواجبات الشاقة والمكررة بينما تستغل المهارات الفردية للإنسان في مجال حل المشاكل واتخاذ القرار وإدارة العلاقات الشخصية.
على الرغم من ذلك، فإن التحول الناجم عن الذكاء الاصطناعي ليس خطيًا ولا مؤكدًا تمامًا. هناك تحديات كبيرة تواجهها المجتمعات والشركات عند تبني هذه التقنية، منها نقص الكفاءات اللازمة لإدارة وتوجيه الأنظمة الذكية، بالإضافة للتحديات الاجتماعية المرتبطة بخسائر الوظائف المحتملة وكيفية مساعدة الأفراد المتضررين على الانتقال بسلاسة لأعمال جديدة مناسبة لقدراتهم ومواهبهم.
الفرص الجديدة
تفتح تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أيضًا فرص عمل جديدة لم تكن موجودة سابقًا. فمثلاً، سوف تحتاج العديد من الصناعات لخبراء في تطوير البرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، مهندسين متخصصين في دمج هذه التقنيات داخل عمليات التشغيل اليومية، فضلا عن مطوري البيانات الضخمة لتحليل كم هائل من المعلومات المنتجة بواسطة تلك النظم.
كما أن الذكاء الاصطناعي يساعد حاليا بالفعل في خلق وظائف ذات قيمة عالية في المجالات الطبية والعلمية والأبحاث الاقتصادية وغيرها. فهو يساهم بتحسين الدقة والإنتاجية ويسمح بالتعمق أكثر فيما يتعلق بفهم الظواهر المعقدة التي كانت تعتبر غير قابلة للتحقيق سابقا.
في الختام، رغم المخاطر الواضحة لتأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل الحالي، إلا أنها توفر كذلك فرصاً عظيمة للشركات والدول للاستفادة القصوى من هذه الثورة الرقمية وتحويلها لصالح المواطنين بإعدادهم مهارياً وتعليمياً لأنواع جديده ومتنوعة من الوظائف والمواقع القيادية.