• صاحب المنشور: مهلب بن قاسم
  
  ملخص النقاش:
  بدأت الثورة الرقمية بأثرها العميق تتضح أكثر فأكثر في قطاع التعليم، ولا سيما في المستويات الأولى منه. يعدّ الذكاء الاصطناعي أحد الأدوات الأكثر تأثيراً في هذا السياق، حيث يوفر فرصاً وتعقيدات جديدة للمتعلمين والمعلمين على حد سواء. إن الاستخدام المتزايد لأدوات مثل البرمجيات التفاعلية والروبوت التعليمية يتيح للمعلمين تحسين طرق تعليمهم وتخصيص العملية التعليمية بناءً على احتياجات كل طالب. كما يمكن للذكاء الاصطناعي دعم التعلم الشخصي من خلال تقديم تمارين وأمثلة ذات مستوى تحد مناسب لكل طفل.

إحدى الفوائد الرئيسية لدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم الابتدائي هي قدرته على ملء دور المعلم كميسر بدلاً من مجرد مانح معارف. تستطيع البرامج المدعومة بالذكاء الاصطناعي تصحيح الأخطاء وتحليل نقاط القوة والضعف لدى الطلاب بسرعة ودقة أكبر بكثير مقارنة بمعلم بشري. وهذا يسمح للمعلمين بتوجيه جهودهم نحو توفير الدعم الإضافي والإشراف الأكبر للاستجابة لتلك الاحتياجات المحددة.

بالإضافة إلى ذلك، يساعد الذكاء الاصطناعي في جعل التعلم أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام للأطفال الصغار. تقدم العديد من المنصات الحديثة تجارب غامرة باستخدام الرسومات ثلاثية الأبعاد والألعاب المصممة خصيصًا لتحفيز فضول الطفل وميله الطبيعي لاستكشاف العالم من حوله. ويمكن لهذه الوسائل المرئية والصوتية التفاعلية زيادة فعالية التدريس بنسبة كبيرة خاصة عند الأطفال الذين يتميزون بطبيعية الحركة والاستيعاب البصري.

لكن رغم هذه الفوائد الواضحة، هناك مخاوف بشأن التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على العلاقات الإنسانية داخل الصف الدراسي وعلى المهارات الاجتماعية والعاطفية التي تعتبر ضرورية لحياة ناجحة خارج المدرسة أيضًا. قد يؤدي الاعتماد المفرط على الآلات إلى تقليل الفرصة أمام التواصل المباشر بين الطلاب وبين المعلمين وبين الأسرة والمجتمع المحلي مما يشكل تهديدا محتمل لمستقبل الروابط المجتمعية.

وفي النهاية، فإن دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم الابتدائي هو مسألة متعددة الجوانب ومتشعبة تحتاج لقرار مدروس بعناية ويجب النظر فيها ضمن مجموعة من الاعتبارات الأخلاقية الاجتماعية والثقافية والفنية المختلفة قبل تنفيذ أي خطط بهذا الشأن بشكل عام أو محدد محليا حسب البيئة المجتمعية الخاصة بكل مكان وزمان مختلف عنه غيرهما بالفعل حالياً عالمياً ودولياً أيضاً كمسعى مستقبلي جديد تماماً باتجاه نهضة علمية وتربوية آمنة وفاضلة بإذن الله عز وجل نحسبها كذلك وهو حسب.