- صاحب المنشور: ملاك بن عبد الله
ملخص النقاش:
تسعى المجتمعات الإسلامية طوال التاريخ إلى تعزيز التعليم كركيزة أساسية في رفاهيتها واستقرارها. وتعتبر الحضارة الإسلامية الأولى نموذجًا مشرقًا لهذا التوجه حيث كانت مراكز العلم والمعرفة مثل بيت الحكمة في بغداد وقصر العلوم في قرطبة تثير الإعجاب والإلهام حتى اليوم. ويستمر هذا الالتزام بتوفير فرصة التعلم للجميع عبر الأجيال المختلفة ضمن بيئة تحترم القيم الدينية والأخلاقية التي يدعو إليها الدين الإسلامي.
في القرآن الكريم والسنة المطهرة، يُشدد على أهمية طلب العلم باعتباره فريضة دينية واجب على كل مسلم ومسلمة. يقول الله تعالى في سورة آل عمران الآية رقم 191: "
ويظهر ذلك أيضًا عبر تاريخ الحضارة الإسلامية الذي شهد العديد من الشخصيات البارزة الذين قدموا مساهمات كبيرة للعالم جمعاء. ومن أمثلة هذه الأسماء الخوارزمي وابن سينا والفارابي. فقد ترك هؤلاء العظماء بصمة واضحة في مجالات الرياضيات والطب والفلسفة وغيرها الكثير مما كان له تأثير عميق خارج حدود العالم العربي والإسلامي آنذاك.
وعلى الرغم من التحديات العديدة التي تواجه النظام التعليمي الحديث في الدول ذات الغالبية المسلمة فيما يتعلق بجودة التدريس وأساليب تدريسه، إلّا أنه لا يزال هناك جهود هائلة تبذلها الحكومات المحلية والشخصيات المؤثرة لنشر وتعزيز التعليم كمكون رئيسي لبناء مجتمع مزدهر ومتناغم مع قيمه الثقافية والإسلامية الخاصة به. ويتمحور جزء كبير منها حول التركيز على تطوير المناهج الدراسية لتلبية الاحتياجات المتغيرة واتخاذ إجراءات لحفظ سلامة المدارس وإتاحة فرص الوصول للمزيد من الأطفال خصوصاً فئات ذوي الاحتياجات الخاصة والعاطلين عن العمل ممن هم فوق سن الخامسة عشر سنة وفق تقرير منظمة اليونسيف الأخير. بالإضافة لما سبق فإن الحكومة المصرية نفذت مشروع توسيع نطاق الخدمات الصحية بالمدرسة بهدف حماية الطلاب الصغار ضد الأمراض المنقولة جنسياً والتي تتضمن أيضا حملات توعوية حول الصحة الجنسية والتخطيط للأسر وذلك طبقاً لاتفاقية عام 2014 بين وزارة التربية والتعليم والصحة المصرية.
ختاماً، يحمل الاسلام رسالة عالمية تتجاوز الحدود والجنسيات وهي دعوة لاستخدام عقلك وبحث معرفتك المستمرة امتدادا لعهد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم حين كانوا يسافرون لأميال طويلة لي
