- صاحب المنشور: يحيى بن عيشة
ملخص النقاش:
تحظى مسألة تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية باهتمام متزايد في عالم اليوم المتغير باستمرار. يشكل التفاوت الاقتصادي العالمي والتوزيع غير العادل للموارد أحد أهم القضايا التي تواجه البشرية حالياً. في العديد من البلدان، تتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء بسرعة، مما يؤدي إلى تباين كبير في فرص الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم الصحي ومؤسسات الدعم الاجتماعي المختلفة.
تتعدد عوامل هذه الظاهرة المعقدة والتي تشمل السياسات الحكومية وضعف بنيتها التحتية وعدم كفاية الإنفاق العام على البرامج المساندة للفئات المحتاجة بالإضافة لضعف الانظمة الضريبية التي تساهم بتضخيم الثروة لدى الطبقات الثرية بينما تعاني الطبقات الفقيرة من عدم القدرة الكافية للحصول علي الحقوق والمكتسبات المشروعة لهم . كما يلعب سوء استخدام السلطة السياسية دوراً مهماً أيضاً حيث غالبًا ما يتم تجاهل مصالح المواطنين لصالح المصالح الخاصة للأشخاص المؤثرين داخل النظام السياسي الحالي.
وقد ظهرت عدة دعوات بإصلاح منظومة حقوق الإنسان عبر العالم بهدف معالجة تلك الاختلالات وإعادة بناء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً للمواطنين كافة. ويعد هذا الموضوع ضروريا للتغلب علي مشاكل اجتماعية عميقة الجذور وانعكاساتها المستقبلية محتملة الخطورة لافتقارها لمثيلاتها البديلة لحلول عادلة وقابله للتنفيذ والاستدامة بمختلف جوانب الحياة العامة . ولا شك بأن تحقق ذلك يستدعي توفر الإرادة الحقيقية لتغيير الواقع القائم نحو الافضل وبما يحقق مصلحة الجميع وفقا لاحكام الشريعة والقوانين الوضعيه المنصفه .
وفي النهاية فإن هدفنا كمجتمع واحد هو خلق بيئة تكافلية تجمع بين جميع فئاته بلا تميز أو استثناء لمنحه الفرصة للعيش الكريم ضمن حدود قدرات كل فرد بدون الشعور بالحرمان نتيجة اختلاف ظروف الميلاد والمعاملات غير العادلة خارج نطاق القانون والإرشادات الأخلاقية الإسلامية الأصيلة ذات المضامين الإنسانيه الواسعه والأبواب الرحبه لكل الساعيين ناحيه فضيله الخير والمساعده لإستئناف حياة كريمة آمنة مستقرة مستقلة الرأي مبنية أساسا علي احترام الآخر وكرامته بغض النظر عن خلفياتهم المختلفه.