- صاحب المنشور: التازي الصديقي
ملخص النقاش:
تواجه الأمة البشرية اليوم تحديًا ملحًا يتمثل في تحول طاقتها نحو موارد متجددة لتحقيق الاستدامة البيئية وتلبية الطلب العالمي على الكهرباء. رغم الفوائد الواضحة للطاقة الشمسية والرياح والكتلة الحيوية وغيرها من البدائل القابلة للتجدد، إلا أن العديد من العقبات تقف أمام تبني كلي لتكنولوجيا هذه المصادر وأنظمتها المرتبطة بها. يركز هذا المقال على تسليط الضوء على أهم الصعوبات التي تواجه انتقال الطاقة العالمية إلى شكل أكثر اخضرارا وصديقا للبيئة.
تكلفة البنية الأساسية والتوزيع الباهظة الثمن
إن بناء وتحسين بنية تحتية لشبكات توزيع كهربائية باستيعاب عالي لموارد الطاقة المتجددة أمر مكلف للغاية بالنسبة للأفراد والمجتمعات المحلية والحكومات والشركات الخاصة. تتطلب محطات توليد الرياح والطاقة الشمسية مساحة كبيرة ومواقع جغرافية مناسبة قد تكون غير موجودة بالقرب من المناطق المكتظة بالسكان حيث يقع معظم الاستخدام لمنشآت إنتاج وفائض فائض القدرة الكهربية . بالإضافة لذلك ، فإن تطوير شبكة موزعة قادرة على التعامل مع التقاطعات والاستمرارية بين مختلف الأنواع المختلفة من مولدات الوقود الأحفوري وطرق تزويدها بوسائل نقل مثل خطوط الضغط العالي لفك العوائق الجسدية غالبا يخضع للمعارضة الشرسة بسبب المخاطر الصحية والنفسية والعوامل النفسية الأخرى ناهيك عن التأثير السلبي الذي يمكن ان يخلقه هكذا مشاريع عملاقة والتي تستغرق وقتاً طويلاً نسبياً لإنجازها مقارنة بانشاء مصانع تعمل بالفحم مثلا كما أنها تشكل تهديدا مباشراً لوظائف مرتبطة بصناعة الكوك والبتروكيماويات حاليا مما يؤدي بدوره الي حالة عدم استقرار اقتصادي واجتماعي مؤقتة أثناء عملية التحويل تلك .
محدودية استخدام بعض مصادر الطاقة المستدامة حسب الموقع الجغرافي
يتعين مراعاة الاختلاف الكبير في خصائص كل موقع جغرافيا قبل اتخاذ قرار باتباع نهج مبني اعتماد اكثر علي الطاقة المتجددة كمصدر اساسي مستقبلا فعلى سبيل المثال بينما تتمتع دول غرب افريقيا بمزايا فريدة فيما يتعلق بإمكانيات هائلة لاستخراج النفط الخام وبالتالي إنتاج وقود أحفوري رخيص نسبيّا فان نفس المنطقة تعاني بشدة حين يحاول مواطنيها الوصول لأجهزة شحن بطاريات الهواتف الذكية خلال فترة المساء بسبب قصر مدة النهار وانعدام وجود مصدر ثابت وجذور ثابتة لجلب الماء النقي الصالح للشرب وذلك راجع أساسا لموقعها المداري ومستوى الارتفاع فوق سطح البحر المطابق لنقاط الانقلاب الصيفى والشتوى سنويا . ومن هنا تصبح قدرتها الطبيعية المحتملة لاستعمال ضوء الشموس أو رياح المد والجزر أقل بكثير مقارنة بالحالة الأولى بل وقد تكون معدومة تماما بحكم الظروف المعيشية الأولوية فيها هي تأمين الاحتياجات الاساسية للإنسان اول بأول بلا شك ! وفي المقابل يوجد لدى الدول الأوروبية الجديدة نسبة عالية جدا من الغطاء النباتي نتيجة طبيعتها الزراعية وكثافة سقوط الأمطار عليها طول العام وهو ما يعد عاملا محفزا لاتجاههم الدؤوب نحو زيادة الاعتماد الأكبرعلى منتجات ثانوية زراعية عبر حرق مخلفاتها داخل وحدات صغيرة خاصة بهم بهدف دمجها مباشرة ضمن الشبكات المشتركة لديهم وكذلك توفر سرعة دوران دوران عجلتها