- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في عالم يسعى فيه الناس باستمرار نحو التحسين والتطوير، يتجلى الالتزام بتصحيح الذات كركيزة أساسية لنمو الفرد وتطور مجتمعاته. ينطبق هذا الأمر أيضا على المسلمين الذين يسترشدون بأخلاقيات دينهم التي تشجع على التفاكر المستمر والمراجعة الدورية للأفعال والأفكار. هذه الرحلة ليست مجرد رد فعل لمنع الأخطاء أو التصدي لها بعد حدوثها؛ إنها نهج حياة يركز على التعلم المستمر والتحسن الشخصي والاجتماعي.
تعد فكرة "التصحيح" جذابة ومؤثرة في العمق الثقافي والإسلامي. القرآن الكريم يحثنا على الاستعاذة بالله من الضلال والخطأ وصلاح الأحوال ([سورة الفرقان آية 72])، بينما السنة المطهرة تؤكد أهمية الطاعة والنوايا الحسنة ([حديث الرسول صلى الله عليه وسلم]). يعكس ذلك رغبة دينية عميقة للارتقاء الروحي والمعرفي، وهو ما يمكن اعتباره جوهر العملية الإسلامية للتأمل والتقييم الذاتي.
يستمد المسلمون الكثير مما يساعدهم في تصحيح مسار حياتهم من تعاليم دينهم. إحدى الأدوات الأساسية هي الصلاة اليومية حيث يؤدى العبد تكرارا أدعية تطلب المغفرة والهدى والاستقامة. بالإضافة إلى التأكيد على الأخوة الإنسانية والدعم المتبادل، يذكر القرآن الكريم بقوة المجتمع المتحاب الذي يقوم على أساس الدين معتبرا إياهم بمثابة الجسد الواحد عندما يتضرر جزء منه يشعر الجميع بالألم ([سورة التوبة آية 114]).
لكن عملية تصحيح الذات بالمفهوم الحديث تتجاوز الحدود التقليدية للممارسات الشخصية والدينية لتشمل أيضاً جوانب سياسية واجتماعية وثقافية متغيرة. مثال واضح لذلك هو جهود الإصلاح السياسي والفكري داخل العالم الإسلامي منذ القرن الثامن عشر والتي استلهمت أفكار عصر التنوير الأوروبي سعيا لتحقيق تقدم اجتماعي أكبر وإصلاح حكومات مستمدة شرعيتها مباشرة من الشعب وليس فقط من القادة الدينيين والعسكريين القدماء كما كان الوضع آنذاك.
بالإضافة إلى ذلك، لدى الإسلام تاريخ طويل في قبول الأفكار الجديدة والإصلاح الداخلي بناء على تلك الأفكار بشرط توافقها مع المعايير الرئيسية للدين مثل احترام حقوق الإنسان والعدل واحترام العلم والمعرفة. فعلى سبيل المثال، شهد موكب النهضة العربية الحديثة حركة علمية كبيرة ظهر خلالها علماء بارزون مثل محمد عبده أحمد لطفي السيد وعبد الرحمن الكواكبي وغيرهم ممن اشتغلوا بالتجديد والتجديف وبناء مفاهيم جديدة حول دور الدين في الحياة العامة وكيفية الجمع بين تراث الماضي والحاضر والمستقبل بما يلبي حاجات المجتمع ويحققه تطورا نظريا وفنيا وجسديا رائدا مقارنة ببقية دول المنطقة وقتئذٍ والذي خلف لنا ارث ثقافي غني حتى يومنا الحالي رغم محاولات التشويهات والتزييف التاريخي المتبع حالياً للحيلولة دون انتفاع العقلاء منهم واستيعابه واستيعابه بإيجابيه داخل مؤسسات الدولة الحديثة وغرس قواعد الحكم المدني الراسخ كحل مثالي لحالة الجمود السياسي المنتشر بكثافة داخل الدول العربيه حاليًا نتيجة الاستقطاب الشديد والصراع المحموم المرير سياسياً واقتصادياً وأمنياً بسبب عدم وجود دستور مدني دولة راشد صالح عادل يضمن حق المواطن بمشاركة فعاله واضحه وفي نفس الوقت يسمح بحرية الرأي والاختلاف السياسى بدون تدخل مباشر من قبل سلطات الدول المركزيه ويناقض تماماً نظام الملكيه السعوديه المعلنه مسبقا بوضع دستوري كامل يدعو لنظام حكم آل سعود العائليه