يعد القولون جزءًا أساسيًا من الجهاز الهضمي للإنسان، وهو مسؤول عن امتصاص العناصر الغذائية وتنقية الفضلات من الجسم. ومع ذلك، قد يعاني بعض الأفراد من مجموعة متنوعة من الأمراض التي تؤثر على صحته وظيفته. سنستعرض هنا أهم أمراض القولون الشائعة وأعراضها وكيف يمكن التعامل معها بشكل فعال.
- متلازمة القولون العصبي (IBS): يُعتبر هذا المرض أكثر أنواع مشاكل القولون شيوعًا، ويتميز بتغيرات غير طبيعية في حركة الأمعاء مثل الإمساك والإسهال وآلام البطن المتكررة. تشمل الأعراض الأخرى الانتفاخ والشعور بالامتلاء بعد تناول الطعام. تعد الحميات الغذائية والنظام الرياضي المنتظم وممارسة تقنيات الاسترخاء طرقًا فعالة للسيطرة عليه.
- التهاب القولون التقرحي: يرتبط هذا الالتهاب بالمناعة الذاتية ويؤدي إلى تهيج بطانة القولون والتسبب في ظهور قروح صغيرة، مما يؤدي إلى الإسهال الدموي وآلام البطن المستمرة والنحافة وفقدان الشهية. العلاج عادة ما يشمل الأدوية المضادة للالتهابات والمضادات الحيوية وفي الحالات الأكثر شدة، الجراحة لاستئصال جزء منه.
- مرض كرون: يعدّ أحد أمراض المناعة الذاتية أيضًا ولكنه غالبًا ما يصيب مناطق مختلفة من الجهاز الهضمي وليس فقط القولون مباشرةً. تتمثل الأعراض الرئيسية فيه في وجود دم في البراز وحمى مستمرة وعدم القدرة على اكتساب الوزن رغم شهيتك الطبيعية للأكل. كما هو الحال في حالة التهاب القولون التقرحي، فإن علاجه يتضمن استخدام العقاقير الطبية والجراحة كحل نهائي إذا فشلت الخيارات الأخرى.
- سرطان القولون: يحدث نتيجة لتكوين خلايا سرطانية داخل بطانة القولون وقد لا تظهر علامات مبكرة واضحة حتى يصل الأمر لمراحل متقدمة جدًا. لذا فالفحوصات الدورية مهمة جداً لكل شخص فوق الأربعين عاما خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي للمرض. التشخيص المبكر له فرصة كبيرة للشفاء عبر العمليات الجراحية والعلاج الكيميائي أو الأشعة المؤينة حسب الحالة الصحية العامة والمرحلة السرطانية المصابة بها.
- الغازات المعوية الزائدة: ترتفع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون والأكسجين والمعادن النادرة وغيرها خلال عملية هضم المواد الغذائية بسبب نشاط البكتيريا الموجودة طبيعياً في أمعائنا والتي تغذي نفسها بالحبوب والبروتينات النباتية بشكل رئيسي؛ لكن زيادة هذه الغازات مقارنة بمعدلها الطبيعي ربما تتسبب بالألم وانتفاخ المعدة واضطرابات أخرى كالقلق والاكتئاب نظرًا لأن مصدر الرائحة المنبعثة منها قادمة أصلاً من محتويات تلك الغازات ذاتها! لذلك نجد بأن اتباع حمية غذائية خفيفة واستخدام مضادات غازية آمنة تساهم كثيرًا في تخفيف حدة المشكلة الصحية المرتبطة بذلك النوع أيضاً.
- حالات نادرة جدًا كهبوط الرحم لدى النساء والكيسة الليفية والمبيض والكيس الوظيفي لها والتي جميعُها تأثيرا مباشرَا علي سلامتها النفسوية والإنجابيّة كذلك وبالتالي ضرورة مراقبة حالتِهما باستمرار لوضع خطط علاج موزونة ومتوازنة بناء عليها وعلى حالتهم العامّة أيضَا .
من الضروري دائمًا مراجعة الطبيب عند مواجهة أي عرض مزعج لفترة طويلة لاتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على الصحة المثلى للجهاز الهضمي ومنع تفاقُم الوضع نحو مسارات مرضية مؤلمة ولا تحمد عقباها إن تركت بدون تدخل دوائي مناسب فقد يستدعى التدخل الجراحي إذا استدعت الظروف ذلك !! إنه حقاً أمر يستحق الرعاية والحذر !