الأمن الإلهي للأمة المحمدية: الحقائق والمعتقدات الواجب فهمها

تحمي رحمة الله تعالى وأمانته لهذه الأمة التي اختارها لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من العذاب الإلهي العام والكوارث الطبيعية مثل الجدب والسنة العامة. ه

تحمي رحمة الله تعالى وأمانته لهذه الأمة التي اختارها لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من العذاب الإلهي العام والكوارث الطبيعية مثل الجدب والسنة العامة. هذا ما أكده حديثا صحيحا نسبهما النبي الكريم إلى نفسه، حيث طلب منه سبحانه وتعالى ثلاث خصال، وقد اعطاه اثنتين ومناعه واحدة منها هي "أن لا يلابسنا شيعة" أي أن لا ينقسم أبناء الأمة بسبب الفرقة والخلاف. وتؤكد سنة أخرى نقلتها ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله عز وجل قد وعد أمته بأنهم لن يهلكوا بسنة عامة ولن يسمح لأعدائهم باستباحة بيضتهم إن اجتمع عليهم من أقطار الأرض جميعاً.

ومع ذلك، فإن هذه الامتيازات لا تعني حصانة الأفراد من عقوبات وقضاء الله. فالذنب والفردوس هما أمران غير مترابطتين بشكل مباشر. يمكن للمرء بغض النظر عن انتمائه للأمة الإسلامية أن يكون عرضة لعقاب الله سواء كان عبر الأمراض والأوجاع في الحياة الدنيا أو في الآخرة. وقد ذكر الرسول الكريم أن توقيت ظهور نتائج الذنب على المرء مرتبط برغبة الله فيه؛ فقد يعجل بالعقاب لمن يستحق رحمته ويؤخره ممن يريد لهم شرّا ليقابلهم يوم القيامة بذنبهم كاملاً. لذا يجب ألّا يغتر أحد بحماية الأمة جمعاء بينما يتجاهل خطر ارتكابه المعاصي وجهل تقواه ودينه.

وفي النهاية، فنحن نشدد على ضرورة عدم الخلط بين تأمين الله لأمة الإسلام وحتميته الشخصية ضد مخاطر الغياب المؤقت للعناية الإلهية البدنية. كل فرد مكلف بتحمّل مسؤولياته تجاه إيمانه واتباعه للسنة المحمدية لتجنب الوقوع تحت حكم العقاب الأخروي أو البدني المحتمل.


الفقيه أبو محمد

17997 وبلاگ نوشته ها

نظرات