• صاحب المنشور: كامل البلغيتي
  
  ملخص النقاش:
  في الوقت الحاضر، يواجه العالم تطورًا متسارعًا للذكاء الاصطناعي (AI)، الذي بدأ بالفعل بتأثير كبير على مجالات مختلفة مثل الرعاية الصحية، التعليم والتجارة. ومع ذلك، فإن استخدام هذا النوع من التكنولوجيا المتقدمة في السياسة يعرض مجموعة معقدة من القضايا الأخلاقية التي تستحق المناقشة. هذه القضايا تتجاوز مجرد الكفاءة التقنية؛ فهي تشمل الخصوصية، الشفافية والمساءلة.

الأول: مشكلات الخصوصية والأمان البياناتي

تستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من البيانات لتدريبها وتعلمها. عندما يتعلق الأمر بالمجال السياسي، قد تكون هذه البيانات حساسة للغاية وتشمل معلومات شخصية للمواطنين مثل الهوية السياسية أو التاريخ الانتخابي. إن جمع واستخدام هذه المعلومات بطريقة غير أخلاقية يمكن أن يؤدي إلى انتهاكات خطيرة لخصوصية الأفراد وقد يخلق بيئة حيث يتم التحكم في المجتمع بأكمله عبر بياناتهم الشخصية.

ثانيًا: مسألة الشفافية والإفصاح

من أهم الجوانب الأساسية لأي نظام انتخابي هي الثقة والشعور بالمشاركة. لكن إذا تم الاعتماد بشكل كامل على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لصنع قرارات سياسية مهمة دون فهم واضح لكيفية عمل تلك القرارات وكيف يتم اتخاذها بناءً على المدخلات المختلفة (وإن كانت مجهولة المصدر)، فقد ينتج عنه عدم ثقة كبيرة لدى الجمهور ويضر بمصداقية النظام الديمقراطي برمته. بالإضافة لذلك، هناك حاجة ماسة لشرح عملية التحليل والخوارزميات المُستخدَمة لمنع أي سوء تفسر محتمل لهذه العمليات المعقدة.

الثالث: المسؤولية والعواقب المحتملة

إذا أدى تركيب آلات تصنع القرارات السياسيين -حتى وإن كان ذلك بدرجة محدودة- فقد يصبح تحديد المسئولية أمرًا غامض ومربكاً خاصة عند التعامل مع الأخطاء أو الفشل. فهل ستكون الحكومات أم شركات تقنية؟ هل سنرى دعاوى قضائية ضد الخوارزميات نفسها؟ وهل سيكون هنالك ضامن حق يكفل حقوق المواطن أمام الآلات التي تحتمي خلف ستار العلوم الرياضية والمعادلات الصعبة المنطق؟

هذه ليست سوى جزء بسيطة مما يقترحه استعمال ذكي اصطناعي ضمن العملية السياسية اليوم؛ فهو مقترح مثير للإعجاب ولكنه بالتأكيد ليس بدون مخاطر وعوائق قانونيه واجتماعية وأخلاقية تحتاج جميعها لمزيدٍ من البحث والمناقشه قبل التنفيذ الواسع لهؤلاء الروبوتات داخل حكومتنا الغراء .