- صاحب المنشور: أبرار الراضي
ملخص النقاش:
تُعد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ثورة تقنية هامة قد غيرت وجه العديد من الصناعات حول العالم. وفي قطاع التعليم تحديدًا, يوفر الذكاء الاصطناعي فرصاً جديدة ومذهلة لم يكن بالإمكان تصورها قبل عقد أو اثنين. لكن مع هذه الثورة تأتي أيضاً تحديات تحتاج إلى المعالجة.
في الجانب الإيجابي, يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم تقييم شخصي أكثر للمتعلمين بناء على مستوى مهاراتهم الفردي وسرعتهم الخاصة في التعلم. وهذا يعني أنه بإمكان الأنظمة التي تعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مساعدة الطلاب الذين يكافحون لتجاوز مواد بعينها بينما تستمر ببقية الدروس بطريقة تناسب سرعتها. كما أنها توفر فرصة أكبر للتفاعل بين المدرس والمتعلم عبر أدوات مثل المحادثات الآلية. هذا يشجع على بيئة تعليم حيوية أكثر حيث يستطيع المتعلم طرح الأسئلة والحصول على ردود فورية بغض النظر عن الوقت الزمني أو الموقع الجغرافي للمختص.
على الرغم من ذلك, هناك مخاوف جدية تتعلق باستبدال التدريس البشري بالكامل بأجهزة ذكية ذات خبرة محاسبية عالية وبرامج مصممة لتحسين التعليم. يتفق معظم الخبراء بأن البشر لن يتم استبعادهم تماماً ولكن دورهم كمدربين وموجهين سيحتاج بالتأكيد تعديل كبير وفق احتياجات المهارات الجديدة للأجيال القادمة. إضافة لذلك, هناك خطر ضائع المعلومات الشخصية بسبب البيانات الكبيرة التي تجمع أثناء استخدام التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. مسؤوليتنا هي الضمان بقوانين خصوصية فعالة لحماية بيانات الأطفال والمستخدمين الأصغر سنًا خاصة منهم.
وفي النهاية, تبقى الحاجة لإعادة النظر المستمرة والثاقبة فيما يتصل باستخدام الذكاء الاصطناعي داخل البيئات التعليمية ضرورية لضمان تحقيق هدفها وهو تحسين جودة العملية التربوية وليس التقليل منها تحت أي ظرف كان. إن دمج الذكاء الاصطناعي ضمن نهج أمثل ومتوازن سيرفع من قدرة النظام الأكاديمي العالمي بأكمله ليصبح قادرٌ على مواجهة مختلف التحديات الحالية والمستقبلية بمزيدٍ من التأثير والإنتاجية المثلى لكلا الطرفيين -المعلمان والمتعلمين-.
