- صاحب المنشور: مديحة المنور
ملخص النقاش:
وتدور المحادثات حول المخاوف الناجمة عن ثورة المعلومات والتكنولوجيا الحديثة فيما يتعلق بمستقبل التعليم. تبدأ "مديحة المنور" بالنظر إلى الجانب السلبي لهذه الثورة؛ حيث تشير إلى أنها تهدد بجعل التعليم أكثر ربحية وقلة اهتمام بالأبعاد الاجتماعية والأكاديمية الأصيلة. وقد أدى هذا الاهتمام بالتوجه البرمجي والخالي من الشخصية للإعلام الآلي إلى حرمان الطلاب ممن هم غير قادرين على مواكبته بسبب محدوديتهم المالية أو عدم توفر التدريب المناسب لهم. ويبرز أيضا احتمال خلق عالم افتراضي جديد للشباب بعقول روبوتيونية مسالمة وغير مستقلة.
وفي المقابل، يدافع "اعتدال القاسمي" عن دور التكنولوجيا الإيجابي، مؤكدًا قدرتها على توسعة فرص التعلم وتحقيق العدالة الاجتماعية داخل المجتمعات ذات المستويات الاقتصادية المختلفة والمعزولة عن خدمات التعليم المنتظمة. ولكنه يشجع أيضًا على تطبيق تلك التطبيقات الجديدة بكفاءة وبِعدٍ أخلاقي لتجنّب الانزلاق في اتجاه تقديم خدمة تجارية مقتصدة للأمزجة القديمة للعقل البشري والثقافي كما ذكر الأخوة الآخران قبلهما والتي تسعى لاستدامة الساحة العلمية وفلسفتها الخاصة بها .
ويتفق جميع الأطراف على ضرورة توازن تمكين الشباب باستخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة وفي نفس الوقت الحفاظ على قيم الفكر الحر والعاطفة البشرية في心田 طلاب اليوم وذلك لأجل غداً أفضل وأحسن وفق منظورهم المشترك للحفاظ على هيبة الجامعات وأساتذتها واسلوب التربية الحديث والذي يجمع بين القديم والجديد بأفضل صورة ممكنة حسب رؤاهم لكل منهم. وهكذا فإن نقاش هؤلاء الثلاث أفراد ترابطه الأساسي يتمثل حول الخوف من تغليب جانب آلات الأعمال التجارية علي حساب رسالة المؤسسة الدراسية الأصلية الرامية لنشر المعارف المحضة ورعاية المهنة الجامعية بكل جوانبها المعرفية والشخصوية المثالية بدون انحرافاتها المصطنعة والمبالغة بها زورا وعمدا تحت ذرائع الفصل بين ماهو مفيد لنا وماهو ضار بنا أثناء رحلتنا عبر مجريات الحياة وظروف تطوير مجتمعاتنا وبلداننا المتحضر حديثا بفعل تأثير النهضات العلمية الغربية منذ قرون خلت وصل صداها لديار المسلمين الآن بقوة ولم يعد باستطاعة أحد تجاهلها والاستمرار بنفس اسلوب الاغفال السابق لها ظلما وعدوان!