البهاق هو حالة جلدية مزمنة تتميز بفقدان اللون بسبب الاضطرابات المناعية التي تؤثر على الخلايا الصبغية المسؤولة عن إنتاج الميلانين في الجلد. رغم وجود خيارات علاجية مختلفة مثل الاستخدامات الطبية للضوء والعقاقير الموضعية والكريمات المضادة للإلتهاب, إلا أن الجراحة قد تكون بديلاً فعّالاً بالنسبة لبعض الحالات المستعصية.
تعتبر عملية الخدش والتغذية إحدى التقنيات الشائعة المستخدمة في العلاج الجراحي للبهاق. خلال هذه العملية يتم خدش منطقة البهاق بلطف لإحداث إصابة صغيرة مما يشجع الجسم على إعادة نمو خلايا صبغية صحية. بعد ذلك، تُطبق مادة مغذية تحتوي عادةً على عوامل تحفيز النمو لتسريع هذا التجديد. يجب القيام بهذا تحت الرعاية الطبية المحترفة حيث يمكن للمعالجة غير الصحيحة أن تتسبب بحروق الجلد أو ندوب دائمة.
كما يُستخدم زرع الشعر وهو إجراء أكثر تخصصاً ولكنه فعال جداً لحالات البهاق الصغيرة الحجم خاصة عند فروة الرأس. يقوم الطبيب بزرع بصيلات شعر سليمة مليئة بالميلانوسيتاس -الخلايا المنتجة لمادة تصبغ- إلى المناطق المصابة. هنا أيضا، من الضروري التأكد من اختيار طبيب ذو خبرة كبيرة في عملياته الترميمية والجراحية للحصول على نتائج مرضية.
على الرغم من كون عمليات زراعة الخلايا الصبغية هي الأحدث والأكثر تطورا بين تقنيات العلاجات الجراحية، فهي ليست متاحة عالمياً بسبب تعقيد العمليات اللازمة لاستخلاص واستعادة الوظيفة لكل واحدة منها بشكل مستقل ثم عدتها مرة أخرى ضمن البيئة الجديدة داخل جسم المريض. لكن الدراسات القائمة حاليًا تشير إلى أنها ستصبح قريبًا أحد الخيارات الرئيسية للعلاج وذلك لما توفره من احتمالية أعلى بإعادة لون بشرتكم كما كانت عليه سابقًا وكذلك لأن آثارها الجانبية تعد أقل بكثير مقارنة بطرق علاجه الأخرى المتعارف عليها حاليا.
وفي الختام، يعتمد اختيار النهج الجراحي الأمثل على مدى انتشار وشدة الحالة الخاصة بكل شخص بالإضافة لأهدافه الشخصية تجاه ظهور جلده وأسلوب حياته اليومية أيضًا. لذلك يستحب استشارة مختص مؤهل قبل اتخاذ أي قرار نهائي فيما يتعلق بخطة التعامل مع حالتكم الصحية المعينة.