• صاحب المنشور: أمامة النجاري
  
  ملخص النقاش:
  أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة حقيقية في مختلف مجالات الحياة اليومية، ولم يكن قطاع الصحة استثناء. مع تزايد اعتماد التكنولوجيا الرقمية في النظام الصحي العالمي، أصبح دور الذكاء الاصطناعي أكثر أهمية وأكثر دقة كل يوم. تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي على تمكين تحسينات كبيرة في التشخيص المبكر للأمراض، إدارة المرضى، البحوث الطبية، وفي نهاية المطاف تقديم رعاية صحية أفضل للمرضى. سنستكشف هنا بعض جوانب تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاعي الصحة الرقمية والطب الحديث:

1. تشخيص مبكر وإدارة الأمراض

تقوم خوارزميات التعلم الآلي المستندة إلى الذكاء الاصطناعي بتحليل كميات هائلة من البيانات الصحية بسرعة وكفاءة عالية. يمكن لهذه الخوارزميات تحديد الأنماط والتشابهات بين حالات المرض التي قد لا يتم ملاحظتها بالعين المجردة أو حتى بواسطة خبراء بشريين ذوي خبرة طبية واسعة.

على سبيل المثال، يستخدم نظام "IBM Watson for Oncology" أدوات الذكاء الاصطناعي لتقييم تاريخ مرض السرطان لدى الشخص والتوصية بأفضل علاجات ممكنة بناءً على بيانات سريرية متعددة ومتنوعة. يؤدي ذلك إلى نتائج علاج شخصية وتحسينها بشكل كبير مقارنة بخيارات العلاجات القياسية التقليدية.

2. تحسين جودة الخدمات الصحية وتوفير الوقت

يمكن لروبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي المساعدة بشكل فعال في التواصل الأولي مع المرضى والاستجابة لسلسلة واسعة من الأسئلة والمخاوف الشائعة. تسمح هذه الروبوتات أيضًا بإعطاء توصيات طبية عامة ومراقبة الصحة الشخصية للمستخدمين.

في الواقع، تقوم شركة Google حالياً بتطوير مشروع يسمى "DeepMind Health"، الذي يهدف إلى استخدام تعليم الآلة لتحسين كفاءة تصوير الأشعة المقطعية وتقليل وقت الانتظار للحصول على نتائج الفحص الضرورية. بالإضافة لذلك، فإن منظمة Mayo Clinic الأمريكية الرائدة تستغل قوة الذكاء الاصطناعي لحل مشكلات تخزين الملفات الطبية الإلكترونية وإنشاء نسخة رقمية منها باستخدام برنامج يسمى "ArterysAI".

3. الابتكار البحثي والدراسات العلمية

تساهم تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي أيضًا في تسريع عمليات الاكتشاف الطبي والأبحاث العلمية الحديثة. فعلى سبيل المثال، يقوم باحثو جامعة كامبردج البريطانية باستخدام شبكات عصبية للتدرب على تصنيف آثار الأدوية المحتملة واكتشاف الجزيئات الواعدة لعلاج العديد من الحالات الطبية الخطيرة.

كما تساعد خاصية "التعلم المعزز" الذكية في تزويد مهارات جديدة للعاملين الصحيين تدعم مساعدتهم أثناء العمليات الجراحية المعقدة وغيرها من الإجراءات الاستقصائية المعقدة الأخرى مما يكسبهم الثقة ويعطي نتائج وقاية افضل بكثير.

**الخاتمة**:

تتجسد قيمة الذكاء الاصطناعي الحاسمة حقاً ضمن مجال الطب والصحة العامة عبر دعم مستويات أعلى من التنبيه المبكر للإصابة بالأمراض والحفاظ عليها تحت رقابة دائمة ومن خلال إلغاء المخاطر المصاحبة لاستخدام المواد الكيميائية والعلاجات غير المؤكدة ذات التأثيرات البيولوجية المتغيرة حسب اختلاف طبيعة الجسم البشري لكل شخص. ستواصل الاتجاهات الهادرة في الذكاء الاصطناعي دفع حدود الابتكار في مجال الصحة الرقمية نحو آفاق جديدة تمامًا!