عنوان المقال: "الزنى ومعاصيه: مسؤولية فردية ونسب خطيئة"
في الإسلام، الزنى جريمة جسيمة ومحرّمة بشدة. فهو فعل بشع ينتهك حدود الله ويستهدف تقويض تماسك المجتمع والقيم الأخلاقية. بغض النظر عن الجنس الذي يقوم بهذا النشاط، العقاب واحد وشديد حسب التعاليم الإسلامية؛ حيث يتم جلد الزانية والبكر مئة جلدة، أما الزناة المتزوجون فهم مرجومون حتى الموت.
وقد أكد الإمام ابن القيم، رحمه الله، أن وزنى المرأة قد يكون أسوأ مما لدى الرجال لأنه بخلاف انتهاكه لحرمة الله، يؤدي أيضاً إلى ضرر أكبر للأسر والمجتمعات؛ مثل فساد حياة المنزل والإساءة لنسب الطفل والتسبب في الكشف عن عائلة المرأة وحليفاتها وكرامتهم بالإضافة لتشويه سمعة الزوج. كل تلك الأشياء ليست موجودة بنسبة عالية عند ارتكاب رجل للزنى.
ومع ذلك، يجب التأكيد أنه لا يمكن تحميل أي شخص الآخرين عبء الخطأ عندما يعتدى أحدهم على حقوق الله والحفاظ على العلاقات الزوجية الخاصة بهم. إن إيذاء أحد الطرفين لا يسمح له بالإفلات من عقوبة خيانة الزوج الآخر أثناء الغياب. وبالتالي، بينما قد تحتاج بعض الظروف داخل العلاقة الزوجية للتصحيح خاصة بالنسبة للمرأة التي ربما تفشل في احترام حقوق زوجها بشكل كامل؛ إلا أنها بالتأكيد ليس لها دور في تحمل حمولة خطايا شريكها خارج إطار العلاقة الزوجية. يقول القرآن الكريم: "(ومن يكسب خطيئة فلن يضر بها إلا نفسه...)" واقرأ أيضًا الآيات القرآنية الأخرى ذات الصلة للتوضيح أكثر لهذا الموضوع الدقيق.
من المهم هنا توضيح نقطتين أساسيتين: أولاً، الزواج ليس تصريحًا للإباحية بل يتطلب واجباً واحتراماً متبادلين ضمن الحدود الدينية والاجتماعية والثقافية المناسبة لكل ثقافة ودين. ثانياً، حتى وإن وجدت هناك نقص ملحوظ وعدم رضى في الجانب الجنسي للحياة المشتركة بين الزوجين نتيجة لإهمال إحدى الأدوار المنوط بها، فإن عدم وجود رضا جنسي لا يعطي الرجعة لأحد الفرقاء كي يخرج ويخطئ بطريقة أخرى مخلة بالأخلاق والقوانين المرعية.
وفي نهاية المطاف، دعونا نتذكر جميعا بأن المساءلة الأخلاقية والدينية تتعلق فقط بكل فرد بناء علي اختياراته وتصرّفه الخاص بعيدا عمّا يحدث حول العالم الخارجي وما تواجهه الحياة اليومية. نسأل الله الرحمة والعفو لنا ولجميع المسلمين.