في جوهر الشريعة الإسلامية، المُشرِّع الوحيد يتمثل في الله عز وجل، كما تؤكد الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية. الله وحده هو الذي يرسم القوانين والقواعد الأخلاقية والدينية للإنسان، والتي تعرف باسم "الشريعة". هذه الشريعة تنزل عبر الرسل والملائكة، وتكتمل بشخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم كمصدر رئيسي للتوجيه والإرشاد.
على الرغم من ذلك، يمكن للمسلمين استخدام مصطلح "شارع" فيما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقوم بتبليغ وشرح تعليمات الله. ولكن هذا الاستخدام ليس متاحاً لأي شخص عادي، بما في ذلك العلماء الذين يعملون على توضيح الأحكام المستمدة من النصوص المقدسة. هؤلاء العلماء هم فقط مترجمون لشرائع الله، وليس مبتكريها.
ومن الجدير بالذكر أن المفاهيم الحديثة مثل "القانون الوضعي"، والذي يتم وضعه بواسطة البشر دون ارتباط مباشرة بمصادر الدين، هي خارج النطاق الإسلامي تماماً. إنها تتناقض بشكل أساسي مع أساس العقيدة الإسلامية بأن الله وحده هو المصدر الأعلى للقانون. يجب أن تكون جميع القوانين المتوافقة مع الشريعة الإسلامية تمثل تطبيق أحكام الله كما وردت في الكتاب الكريم والسنة المطهرة. وبالتالي، عندما نتحدث عن المشرع، فإننا نشير دوماً إلى الله سبحانه وتعالى.