- صاحب المنشور: شيماء القروي
ملخص النقاش:
### التحديات والمعوقات التي تواجه التعليم العالي في العالم العربي: تحليل شامل
يواجه قطاع التعليم العالي في البلدان العربية العديد من التحديات والمِحن التي تهدد جودة وكفاءة النظام التعليمي وتعيق فرص تقدم واستدامة هذه الأنظمة. ويُعزى هذا الوضع إلى عوامل متعددة ومتداخلة تؤثر على جوانب مختلفة مثل البنية الأساسية للجامعات، والتمويل والتمكين الاقتصادي، ومشاركة المجتمع وتعزيز الوعي، بالإضافة إلى تحديث المناهج الدراسية والتزام المعلمين بالمهنة. وفيما يلي مقاربة تفصيلية لكل عامل تشكل مصدر قلق رئيسي بالنسبة لهذا القطاع المهم:
- البنية الأساسية المتقادمة: غالباً ما تعاني الجامعات العربية من نقص كبير فيما يتعلق بالمرافق والبنى التحتية الحديثة. إن عدم وجود بنى تحتية كافية قد يؤدي إلى زيادة الاكتظاظ وانخفاض معدلات مشاركة الطلاب في الأنشطة اللاصفية، كما يتسبب أيضا بتراجع نوعية البحث العلمي بسبب تضاؤل الفرصة أمام الوصول للمختبرات ذات التقنية العالية والأجهزة الخاصة بإجراء البحوث والدراسات. علاوة على ذلك فإن افتقار المؤسسات الأكاديمية للتكنولوجيا الرقمية وإمكانيات الاتصال يضعف قدرتها على مواكبة التحولات العالمية نحو التعلم الإلكتروني والتعليم عبر الشبكة العنكبوتية مما فاقم الفجوة بين جامعتنا وبين مثيلاتها عالمياً.
- الضغوط المالية وصعوبات التنفيذ الاستراتيجي: يُعتبر تأمين مستويات تمويل كافية لأهداف تطوير المنظومة التربوية أمرًا حاسماً لتحقيق نظام تدريبي فعال وطموح ولكنه ليس بالأمر الهين خاصة وأن الكثير من الدول تواجه عجزاً مالياً واضحا وقد يصل بهم الأمر لاستنزاف جزء كبير ممن مواردها لسد حاجاتها الضرورية الأخرى. وهذا بدوره يؤثِّر بشكل سلبي على القدرة الذاتية لتلك الجهات المسئولة عنها لإطلاق مبادرات مبتكرة أو اتخاذ خطوات جريئة هدفها النهوض بمستوى الخدمة المقدَّمة سواء كانت تتعلق بالمناهج الدراسية أم بأسلوب التدريس نفسه وأساليب التدريب العملية وغيرهما كثير.
- المشاركة الاجتماعية والإصلاح الثقافي: تعد قضية الانفتاح الاجتماعي والثقافي أحد المحاور الرئيسية المؤثرة مباشرةعلى شكل التعليم العام خصوصاً حيث أنه يشمل كافة مراحل العمر المختلفة ومن ضمنهم طلاب المدارس العامة والرجال والشباب أيضاً. فعلى سبيل المثال فإن تقليص دور المرأة في المجالات العلمية سيترتب عليه آثار بعيدة المدى ستنعكس بالتأكيد على عملية صنع القرار داخل البيئات الأكاديمية فضلاًعن تأثير محدوديتها المهنية خارج نطاق العمل التقليدي بما يسمى "وظيفة رعاية المنزل". كذلك هناك ضرورة ملحة لمساندة الشباب وشراكتهم مع مؤسسات الدولة لبناء مجتمع حديث يعطي الأولوية للعلم والمعرفة ويتقبل آراء الآخر المختلف عنه دينيا وعروبا وقوميا وهو بذلك يسعى لنشر ثقافة الاعتراف بحقوق الإنسان والحفاظ عليها وعلى قيم الحرية والكرامة الإنسانية والتي تعتبر دعائم جوهرية لرقي الأمم وتحضر شعوبها.
- تحديث محتوى المواد التعليمية وتطوير مهارات الهيئة التدريسية: تلعب دوراً أساسياً عند الحديث حول رفاهية منظومة تعليم عالٍ راقي فهو ليس مجرد تقديم نصوص غير حديثة بل يكمن السر الحقيقي للاستثمار فيه تكمن بصناعة كوادر مؤهلة قادرة على إيصال رسائل معرفيه قيمه باستخدام احدث الوسائط المطورة لذلك الغرض ولعل أهم مثال يوضح أهميت تلك الخطوة يأتي من خلال النظر لموضوع استخدام تكنولوجيات الذكاء الصناعى والتطبيقات المرتبطة بهذه الثورة المعرفيه الهائلة فقد اصبح لدينا الآن امكانيه توفر نماذج ذكية يمكنها مساعدة المشرفيين التربويييون فى تصميم دروس محوسبه تساعد بدورها خفض عبء عمل تنفيذ الدروس المعتاده وبالتالي استغلال الوقت الإضافي لتحسين مستوى التعليم عموماً وتحقيق أفضل وضع