- صاحب المنشور: صفية الغزواني
ملخص النقاش:تغيرت طبيعة التعليم بسرعة كبيرة خلال العقود القليلة الماضية مع دخول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى قاعات الصفوف الدراسية. أصبح لدى الطلاب الآن مجموعة واسعة من الأدوات الرقمية التي يمكنها تعزيز التعلم وتخصيصه وتسهيل الوصول إليه. تتضمن هذه الوسائل الحوسبة السحابية وبرامج التدريس عبر الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والأجهزة المتنقلة ومواقع التواصل الاجتماعي وموارد التعلم المفتوحة ومجموعات البيانات الكبيرة.
هذه الثورة التكنولوجية في مجال التعليم لم تقتصر فقط على تقديم مواد أكاديمية جديدة أو طرق جديدة لتقديم المعلومات؛ بل أثرت أيضًا على الأساليب التربوية والمفاهيم حول العملية التعليمية نفسها. فبدلاً من التركيز على نقل المعرفة من المعلمين إلى الطلاب، دعت العديد من استراتيجيات القرن الحادي والعشرين إلى بناء مهارات حل المشكلات الإبداعية والمعارف التطبيقية اللازمة للسوق الحديثة. وفي المقابل، أدى ذلك إلى نقاش حاد حول مدى فعالية هذا التحول الرقمي مقابل تخريب الجوانب الأساسية للتعليم التقليدي مثل العلاقات الشخصية بين الطلاب والمعلمين والثقافة الفكرية الفردية والشعور بالانتماء للمجتمع.
أحد أبرز التأثيرات للتكنولوجيا في التعليم هو تغيير دور المُعلم نفسه. فقد انتقلت المهمة إلى توجيه وضبط عملية التعلم وتدبير انخراط الطالب فيه أكثر منها مجرد مصدر رئيس للمعلومات. تُمكن الأنظمة المساعدة الذكية والحلول الآلية للمدرسين من مراقبة تقدم كل فرد وإنشاء خطط تعليمية شخصية وفقًا لاحتياجاتهم الخاصة.
مزايا واستخدامات
* زيادة مشاركة الطلاب: توفر التطبيقات والتفاعلات التفاعلية فرصا أكبر للإقبال والتواصل داخل الفصل مما يساعد في الحد من الملل الذي قد يشعر به بعض الطلبة أثناء المحاضرات العادية.
* التعليم الشخصي: يستطيع نظام إدارة تعلم ذكي تحديد نقاط الضعف عند طالب بعينه وتزويده بمزيدٍ من الدعم في تلك المجالات بالتحديد.
* وصول عالمي: تتيح الشبكات الإلكترونية للباحثين الحصول على معلومات موثوق بها بغض النظر عن مكان وجودهم جغرافيًا. كما أنها تسمح بإجراء ندوات وحلقات دراسية افتراضية تجمع خبراء من جميع أنحاء العالم تحت سقف واحد رقمي.
عيوب واقتراحات
* تكلفة عالية: يتطلب اعتماد الحلول التكنولوجية الاستثمار الأولي الكبير بالإضافة إلى الصيانة المستمرة. وقد تكون غير متيسرة أمام المدارس الحكومية ذات الميزانيات المحدودة أو المناطق النائية والتي يعيش فيها مجتمعاتها محرومون مادياً وفكرياً.
* تأثير اجتماعي سلبي: هناك مخاوف بشأن أثر الاعتماد الزائد على وسائل الاتصال المنفصلة ارتباطيًا بالإنسانية حيث أنه يمكن لهؤلاء الشباب الشعور بالعزلة وانعدام المهارات الاجتماعية الحقيقية إذا لم يتم تنظيم استخدامهم لهذه المنتجات بحرص.
* الحاجة لتنمية القدرات التقنية للمعلمين: قد يواجه معلمونا صعوبات في فهم كيفية دمج كافة هذه الأدوات الجديدة بسلاسة ضمن منهجيتهم المتوارثة. وعلى الرغم من أهميتها بالنسبة لحاضر وجديد مستقبل العمل العالمي إلا انه ينقص الكثير منهم معايير تأهيليه لتحقيق ذلك بكفاءته المثلى.
وفي النهاية فإن الحديث عن "تحول" شاملة أو"تشويش" كامله غير صحيح لما يحملانه من طابع أحادي الجانب ويعكس وجه نظر شخص واحدة. فالجمع فيما بينهما سيحسن الوضع الحالي ويؤدي لإحداث ثوره معرفية بلا عيوب خارقه الواقع والنظر لكلتا الامورتن يأخذ بتطبيق نتائجهما أفضل بفائدة ايجابية بدون تبذيح أحد مقترحات حقوق الطرف الآخر كحق مشترك لصناعة مستقبلهم ومساهمه برفع شأن المجتمع الوطني والدولي سوياً نحو حياة افضل للاجيال القادم وحتى لنا أناكم .