- صاحب المنشور: رؤى بن عثمان
ملخص النقاش:في السنوات الأخيرة، شهد العالم تطوراً ملحوظاً في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الروبوتات؛ حيث أدى ذلك إلى تغييرات كبيرة ومتنوعة تؤثر مباشرة على طبيعة سوق العمل. يتوقع العديد من الخبراء الاقتصاديين ظهور ثورة جذرية قد تغير وظائف ملايين الناس حول العالم بسبب قدرة الآلات المدربة بالذكاء الاصطناعي على القيام بمهام كانت تقتصر سابقاً على البشر. هذا التطور ليس مجرد تحول تقني فحسب، بل إنه ينطوي أيضًا على تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة.
من ناحية إيجابية، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي تعزيز الكفاءة والإنتاجية داخل الشركات والمنظمات المختلفة. فعلى سبيل المثال، يستطيع روبوت الدردشة الذي يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي تقديم دعم عملاء أكثر كفاءة بكثير مما يقوم به عامل بشري بالإضافة إلى أنه متاح طوال اليوم وطوال الأسبوع بدون طلب أي راحة أو عطلة. كما تتمتع هذه الأنظمة القدرة الفائقة على معالجة البيانات الضخمة وتحليلها بسرعات خيالية، الأمر الذي يعزز آليات صنع القرار الاستراتيجية ويحسن الإدارة العملياتية للشركات.
التحديات المحتملة
بالرغم من الفوائد الواضحة للذكاء الاصطناعي، إلا أنها تحمل أيضاً بعض المخاطر والتبعات الاجتماعية الجدية التي تستحق النظر والتحليل. أحد أهم تلك المخاوف هو التأثير المحتمل على فرص العمل التقليدية. إن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوظائف بالنسبة للعاملين الذين يتم استبدالهم بأجهزة ذكية قادرة على أداء نفس المهام الخاصة بهم ولكن بمعدلات أعلى وأقل تكلفة. وفقًا لدراسة أجرتها المنتدى الاقتصادي العالمي عام ٢٠١٦ فإن حوالي ١,٣ مليون وظيفة ستفقد بحلول العام ٢٠٢٢ لصالح تقدم تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة لذلك، هناك مخاوف بشأن عدم مساواة الفرص بين الأفراد والشرائح المجتمعية المختلفة وذلك بسبب افتراق المهارات والأدوار الجديدة الناجمة عن مستويات مختلفة للاستيعاب للتغيرات الصناعية الحديثة المرتبطة بالتكنولوجيا المتقدمة.
ومع ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر أخرى تشدد على ضرورة إعادة تأهيل القوى العاملة وتحويل التركيز نحو المجالات الأكثر حاجة للمعارف الإنسانية والعاطفية والتي تعتبر خارج نطاق القدرات الحالية للأجهزة الإلكترونية. ومن ثم، فالتركيز المستقبلي سيكون بلا شك على كيفية تحقيق توازن أفضل واستخدام فعال لمصادر الطاقة البشرية جنباً إلى جنب مع الابتكار الرقمي الحديث.