• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  تثير التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي مخاوف وأفاقاً جديدة تتطلب بحثًا متعمقًا. فمن جهة يعد هذا المجال ثورة تكنولوجية هائلة تفتح أبواب الابتكار والتحسن في مختلف جوانب حياتنا، ومن جهة أخرى يمكن استخدامه بطرق غير أخلاقية أو تطرفه لتوليد عدم مساواة اجتماعية أكبر. يناقش هذا المقال الضرورات والمخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مع التركيز على أهمية توجيهه نحو تحقيق العدالة الاجتماعية واستخداماته الإيجابية.

يستحدث الذكاء الاصطناعي طفرة في العديد من القطاعات مثل الرعاية الصحية والأعمال والأمان والحكم وغيرها؛ فقد تمكن التعلم الآلي من تحسين التشخيص الطبي وتوقع الأمراض وتيسير أعمال الشركات والكشف المبكر للأخطار الأمنية وتعزيز كفاءة الحكومة. ولكن رغم كل هذه الفوائد تبقى هناك تحديات وإشكالات رئيسية متعلقة باتجاه استخدامات هذه التقنية وكيفية تأثيراتها طويلة المدى.

أبرز القضايا المعاصرة المرتبطة باستغلال الذكاء الاصطناعي تتمثل فيما يلي:

1 - التحيز العرقي والإجتماعي: قد يولد بعض خوارزميات التعلم الآلي نتائج متحيزة تعكس قيود البيانات المستخدمة للتدريب عليها والتي غالبًا ما تحتوي على تشوهات بيئية واجتماعية تاريخية تؤثر لاحقًا بشكل سلبي تجاه شرائح معينة. فعلى سبيل المثال، إذا كانت قاعدة بيانات الصور التي تدربت عليها شبكة عصبية لا تضم إلا وجوه أشخاص ذوي بشرة فاتحة اللون، حينئذٍ سيكون لدى تلك الشبكة قدرة أقل بكثير على تحديد الوجه عند عرض صور شخص ذو لون مختلف للجلد مما يعكس وجود نزعات تفاضلية ضمن نظام عمل الخوارزمية ذاتها.

2 - الخصوصية الشخصية وانعدام الشفافية: يعمل الذكاء الاصطناعي عبر جمعه لكم هائل من المعلومات حول الأفراد لاستخلاص رؤى واتجاهات تساعد لصنع قرارات دقيقة ومع ذلك فإن توفر آليات حماية واسعة لحفظ سرية هذه البيانات أمر ضروري للحفاظ على حقوق المواطنين. بالإضافة لذلك يفتقر الكثير ممن يصمم ويطور نظم العمل الخاصة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي إلى فهم عميق لكيفية اتخاذ القرارات لديهم بسبب طبيعتها المعقدة والغير واضحة للمستخدم النهائي مما يتسبب بعدم رضا لدى الجمهور لفقدانه القدرة على مساءلة الجهة المسؤولة عنها بشأن آلية صنع تلك الأحكام والقرارات والتي تعتمد اعتمادا مباشراً علي عمليات حسابية مجهولة المنبع.

3 - خلق فرص عمل أم تقليل عدد الوظائف؟: إن دور منصات العمل الحديثة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي واضح تمام الوضوح حيث أنها تقوم بنقل وظيفة رجل الأعمال الحالي ليكون هو نفسه جزءامن قوة عاملة تعمل وفق منظومة تكاملية قائمة أساسا علی موازنة بين آلات وموظفين بشر وبالتالي فإن عملية الاعتماد الكلي علی العنصر الألي سوف تستتبع خسائر كبيرة لمستوى البطالة العالمية وفي المقابل ستوفر حلولا مبتكرة لجوانب مهارية بعيدة المنال حاليا بالنسبة لعقول البشر وهو الأمر الذي سيتطلب معه تغييرات جذرية داخل اسواق العمالة المحلية والدولية كي تستوعب ويتكيف الانسان مع هذا الواقع الجديد وليس مجرد بقائه ضحية له .

4 – التمسك بالقيم الإنسانية: ربما تكون أكثر المخاطر جدية يتمثلت فی احتمالية انفلات زمام الامور حیث سيصبح النظام الرئيسي المتحكم بأفعال المجتمع البشري قائما علی أساس برمجيات كمبيوتر مطبوخة بمزيج هائل من البيانات والمعادلات الرياضية وغافلين بشدة عن اعتبارات اخرى خارج نطاق اهتماماتها