كثرة التبول بين الأطفال يمكن أن تكون مصدر قلق للعديد من الأسر. هذا الأمر ليس فقط بسبب زيادة كميات البول التي يفرزها الطفل، ولكنه ربما يشير إلى مشكلة صحية تحتاج إلى عناية. هناك عدة أسباب محتملة لهذه الحالة التي تتراوح بين الأمراض البسيطة إلى الحالات الأكثر خطورة والتي تستدعي الرعاية الطبية الفورية. سنستعرض هنا بعض هذه الأسباب الشائعة وكيف يمكنك التعامل معها.
- الإسهال: الإسهال الشديد يمكن أن يؤدي إلى فقدان الكثير من الماء والمعادن، مما قد يدفع الجسم لإنتاج بول أكثر لتعويض النقص. عندما يستعيد جسم طفلك سوائله الطبيعية، ستعود مستويات البول إلى وضعها المعتاد.
- التهاب المسالك البولية (UTI): التهاب المثانة أو الكلى هو سبب آخر لكثرة التبول لدى الأطفال. الأعراض الأخرى قد تشمل الألم أثناء التبول، حرارة مرتفعة، وتغيرات في لون البول كونه غامقاً أو ذو رائحة غير طبيعية. إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني من UTI، فمن الضروري التواصل مع الطبيب فورًا.
- السكري: ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم ناتج عن عدم إنتاج الإنسولين بشكل صحيح أو الاستجابة له. وهذا يمكن أن يحدث عملية تعرف باسم "البول السكري"، والتي تتضمن خروج كميات كبيرة من السكر عبر البول بدلاً من استخدامه للتغذية الخلوية. نتيجة لذلك، يحتاج الجسم المزيد من الماء لتخفيف تركيز السكر الزائد في الدم، وبالتالي يتم إنتاج بول زائد.
- الحساسية الغذائية: حساسية تجاه بعض الأطعمة مثل اللاكتوز (سكر الحليب) أو الغلوتين (وجوده بكثافة في القمح والشعير) قد تؤدي أيضاً إلى حالات متكررة من كثرة التبول. تجربة نظام غذائي أقل حساسيتها للمكونات المحسوسة قد تساعد في حل المشكلة.
- الأدوية: العديد من الأدوية لديها آثار جانبية تنطوي على خسارة المياه بالتبول بشكل مفرط. إذا كان طفلك يتناول دواء جديد ويظهر عليه علامات التبول المتزايدة، ينصح بالتواصل مع الطبيب للحصول على المشورة.
- مشاكل الجهاز العصبي المركزي: أمراض ومشاكل أخرى تعيق وظائف الدماغ والعصبونات قد تساهم أيضًا في كثرة التبول. ومن المهم التشاور مع محترفي الصحة بشأن أي تغييرات مفاجئة في سلوك طفلك أو حالته الصحية العامة.
- العادات اليومية: بعض العادات اليومية يمكن أن تحاكي كثرة التبول ولكن بدون وجود حالة طبية كامنة خلف ذلك. مثلا، تناول الكثير من السوائل قبل النوم مباشرة يمكن أن يحفز حاجة متكررة للذهاب إلى الحمام خلال الليل. تعديل روتين شرب السوائل ليلاً واستخدام حمام صغير قبله قد يساعد في تخفيف الوضع مؤقتًا بينما تعمل على إيجاد الحل الأساسي للمشكلة.
تذكر دائماً أنه عند مواجهة أي مخاوف حول صحة طفلك، يجب الرجوع إلى أطبائه المحترفين للحصول على التشخيص المناسب والعلاج المناسب لحالة طفلك الخاصة.