• صاحب المنشور: نور اليقين العروسي
  
  ملخص النقاش:
  ازدادت أهمية وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية الحديثة في توفير الدعم للمحتاجين بشكل أكثر مرونة وكفاءة. يأتي هذا التحول بالتزامن مع توسّع استخدام الإنترنت وانتشار الهواتف الذكية حول العالم. يمكن لهذه المنصات الرقمية أداء دور فعال في تمكين الأفراد والمؤسسات الخيرية من تقديم المساعدة المالية والمعنوية الفورية لأولئك الذين يعانون أو يكافحون لتلبية احتياجاتهم الأساسية بسبب ظروف اقتصادية طارئة، مثل فقدان مصدر دخل، أو كارثة طبيعية وغيرها الكثير.

الجانب الشرعي: يندرج هذا النوع من العمل تحت مظلة الصدقة والزكاة التي تُعتبر واجبات دينية إلزامية على المسلمين حسب العقيدة الإسلامية. يقول الله تعالى: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين" [التوبة:60]، كما ورد في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة". إن مساعدة الآخرين تكسب الأجر والثواب وتُعد إحدى علامات التقوى والإيمان الصادق.

استخدام التكنولوجيا لتحقيق غايات خيرية يوفر فرصًا مثالية لتعزيز الأعمال الاجتماعية والخيرية بطرق مبتكرة وحديثة. تتضمن بعض الأمثلة المفيدة لهذه الوسائل:

1. جمع التبرعات الإلكترونية: تقدم العديد من المواقع والجهات الرسمية خيارات آمنة وسهلة للتبرعات عبر شبكة الإنترنت، مما يسمح للمستفيد بتحديد الوجهة المناسبة لماله وفق رغبته الخاصة. تضمن هذه العملية شفافية أكبر ومراقبة مباشرة للوصول إلى الجهة المستهدفة.

1. برامج دعم المشاريع الصغيرة: تشجع البرمجيات المتخصصة ورواد الأعمال المحليون على تطوير أعمال صغيرة ذات جدوى اجتماعية واقتصادية، بهدف خلق فرص عمل جديدة وخفض معدلات البطالة وتعزيز الاقتصاد الوطني. يمكن مراقبة هكذا مشروعات رقميًا وضمان عدم صرف المال إلا في مجالات مفيدة وقيمة حقًا.

1. منصات الرعاية المؤقتة: توفر مواقع متخصصة خدمات استضافة وقتية للأسر المعوزة أو الأشخاص الذين فقدوا مكان سكناهم نتيجة حوادث أو ظروف مشابهة. يتم عرض حالتهم الشخصية والحاجة الملحة لمساعدتهم بكلمات واضحة وبأسلوب لبق يحrespect قيم الإسلام والشريعة الغراء.

1. مبادرات التعليم المجاني: تساهم التطبيقات الرقمية وأنظمة التعلم عبر الانترنت في زيادة مستوى معرفة الناس بشتى المجالات العلمية والأكاديمية المختلفة بدون مقابل مادّي نظير ذلك. يؤدي ذلك لانفتاح الفرص أمام ذوي الاحتياجات الفقيرة لاستكمال تعليمهم وتحسين مستويات حياتهم الوظيفية مستقبلًا.

1. خدمات التوجيه النفسي والدعم العاطفي: رغم أنها ليست بالضرورة مرتبطة بمصروفات نقدية، فإن وجود موارد رقمية تبحث في حلول للقضايا النفسية والعاطفية مهمٌ جدًا أيضًا خاصّة وأن هذه القضية تؤثر كثيرًا خاصة بين الشباب اليوم. قد تواجه عائلات فقيرة حالات مرضية تحتاج لمتابعة مهنية لكن ليس لديهم القدرة المادية للاستشارة النفسية المعتمدة رسمياً. هنا يمكن الاستعانة بخدمات محترفين مجاناً عبر الانترنيت ممن يرغبون بابلاغ رسائلهم الإنسانية والنفسية بلا اجر معنوي.

بالخلاصة، يعد استخدام التكنولوجية الحديثة للقيام بأعمال خيرية وفكرية خطوة ضرورية نحو مجتمع أفضل وإن كان يتطلب مراعاة جوانب شرعية دقيقة للحفاظ علي مقاصد الدين